17

64 6 57
                                    



عودة للحاضر

" كيم حقير .. لقد اسديتُ له معروفًا بحق لكنَّهُ يعرف تمامًا كيفَ ينالُ مراده ويذهب " ، قالت وهي تراقبه يمضي خاَرِجًا . بينما تحمِلُ كمًا من المستندات التي تسلَّمتها كُرهًا منه قبل رحيله .

فتح الرائِدُ البابَ مندفِعًا من خلفها ، قبل أن يستوقفه وقوفها أمامه ..
تنفسَ صُعُدًا قبل أن ينبس " أنا مستعجل ميني" .

افسحت له المجالَ ليَعبُرَ من جانِبِها مبتعدًا ، ثم استدار يعودُ نحوها بخطواته ، بعد تنبُّهِهِ لِمَا تحمِلُه بينَ يديها .

" تبحثُ عن الملازم كيم القدير ؟ " ، سألته هي بالمُقابِل .

لم يُعِرِ اهتمامًا لسؤالها ، تركيزه جميعًا كان مُنصبًّا حول ماتحمله هي  " ما هذه المستنداتُ بينَ يديك ؟ " .

اومأت نحوه بجهلٍ ليعقد حاجبيه بتعجبٍ ثم يتناول مُستندًا ذا لونٍ مغاير يقبع فوق باقِ المستندات بين يديها ،
ليُلقي نظرةً لِمَا يحتَوِيه " لقد فعلها جونغ إذًا ! " .

عقدت حاجبيها متسائلةً " ما الذي فعله جونغ ؟ " .

رفع عينيه نحوها متجاهلًا سؤالها ليُحوِّلَ السؤال ضدّها " ماذا تفعل هذه بحوزتك !؟ " .

ميني بتعابيرَ مُستفهِمةً " هو ناولني أياها قبلَ رحيله " .

" حقًا ؟ " ، سأل تاي بعشوائية بينما يتفحص ساعته .

ضيَّقت عينيها بِارتيابٍ وهي تنظر إليه ." ظننتك تعلم "

" أعلمُ بماذا ؟ " ، سأل بارتجال دون تركيز . أنه لا يُبدي أي اهتمام لِما تطرحه هي الآن .
أو هو يفعل ذلك فقط عندما يصبح منشغلًا بأمرٍ ما سِرًا ..
عقله يتوقَّفُ عن انتقاء الكلمات المناسبة للرد .. ذلك ما كان يجولُ في خاطِرِ ميني حينها .

همس تاي مفكِّرًا على مضض " لِمَ قد يفعل ذلك ؟ كانَ من المفترض أن استلمها منه أنا .. لابُدَّ وأنه يمزح ! " .

" أليسَ هذا تجلِّيًا لأوامِرك بشأنِ قيامي بعمله الخاص خلال الأسبوعين المقبلين ؟ " ، تساءلت ميني استجابةً لتساؤلْه مُبهمِ العِلّة هذا .

ابتسم بسخرية غريزيًا لسؤالها ، قبلَ أن يتناول تلك الملفَّات من بينِ يديها متكفِّلًا بحملها جميعًا " وااه تصرُّفه حازَ على إعجابِكَ صحيح ؟ " ، قالت بينما راقبته بانزعاج يرطب شفتيه ليكبح تلك الابتسامه . لقد تنبَّه لحديثها هُنا على وجه الخصوص .. هو يبدي اهتمامه فقط للأمور التي تُعجِبُه ، بغض النظر عن مدى أهمِّيتها .

قُطبَانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن