35

20 2 51
                                    

وقف جونغ خارج دورة المياه منتظرًا .. في حين أنه يسمع صدى تأوهها المتوجّع الذي يُكبت بين برهة وأخرى إزاء تقيؤها غصبًا .

ما إن توقف صوت أنينها ، لم يصبر قليلًا ليباشر بالدخول لدورة المياه ، لكنه اصطدم بخروجها . زفر بارتياح " أنتِ بخير ؟ " .

رمقته ليريو بينما تزفر كردٍ ، ليقوم جونغ بتغطيتها بعبائتها المخملية التي بين يديه . ثم قادها لإحدى غرف للاستراحة بعيدًا عن ضجيج الحفل .

شعر بها وهو يحتويها بين ذراعيه كما لو أنها بدت متشبِّثةً برداء الفرو ذاك ، مع رعشة طفيفة ..

أجلسها على إحدى الأرائك ثم باشر بالابتعاد ناحية الطاولة المستديرة ، ليتناول كأسًا ويسكب فيه الماء ، بينما يسترق النظر ناحيتها باهتمام بين الفينة والأخرى ..

قدّم لها الكأس لتتناوله بامتنان بينما تلتقط انفاسها ، ليعاود سكب كأس أخرى لنفسه .

اطبقت ليريو شفتيها على حافة الكأس ، وعند اول رشفةٍ ، بصقت الماء ورمت الكأس كلمح البصر على الأرض ، ليُكسر ويراق ماؤه ..

مما استوقف جونغ شربه للماء غريزيًا ونظر نحوها بتفاجؤ .. وقفت ليريو بانفعال ولوَت معصمه بحركه خاطفة ، لتجعله يفلت الكأس من يده ويسقط أرضًا ، محولةً ذلك الكأس الى حطام مبلل قبل أن يصل إلى طرف ثغره ..

" يا للهول ؟! " ، رمقها جونغ متعجبًا " ما الذي تفعلينه ؟ " .

مشت ليريو عدة خطوات في الغرفة مخففةً من حدة شعورها بالفزع بينما كان يرمقها باستغراب ، توقفت خطواتها عندما اقتربت منه " أريد أن أخرج من هنا " ، عادت بخطواتها لتلتقط عباءة الفرو خاصتها .

" كان القدح مسمومًا ؟ " ، سأل متحريًا بحدس الشرطي خاصته .

ليريو بتأوه هزلي " بالطبع ، إن أردت شكري على إنقاذ حياتك فلتخرجني من هنا ؟ " .

فتح جونغ ان الباب كأنما استجاب لرغبتها بتلقائية ، متفقدًا الوضع في الخارج " سوف أسألك عن ذلك لاحقًا " ، قال بينما ينظر في الارجاء على عجل .

ردَّت ليريو بإطباق شفتيها ، وبعينين متبلورتين آملةً أن تحصل على الأمان أولًا ليتحقق ذلك .

أغلق جونغ ان الباب بتوجس ونظر ناحيتها بينما استقرّت هي على الاريكة " يبدو كل شيء اعتياديًا في الظاهر .. لكن الحراس في كل زاوية في هذا القصر " ، ما إن نطق بذلك حتى تنهدت بيأس .

" ارقصي معي " ، عرض بإيجاز .

تنفست ليريو بثقل " ألا أبدو لك قلقةً على أن أفعل ذلك ؟ "

رمقها  بإصرار " إنها الطريقة المثلى للخروج .. عليكِ أن تتصرفي بجهل حيال ما حصل .. لا محط لفت الانتباه .. " ، تأفَّفَ جونغ وهو يصغي للضجيج في الخارج " هيا اسرعي .. لقد بدأت معزوفتي المفضلة .. " ، نبس بنفاد صبر .

ازدردت على مهل وتبعته خارجين من الغرفة متجهين نحو القاعة  .. في محاولة انخراط بين الثنائيات الراقصة .

اقتربت ليريو منه مباشِرةً في تشكيل الرقصة مقابِله ، مدت ذراعها المصابة لتصطدم بإصابة جونغ ، مما جعلهما يتأوهان ألمًا .. كلاهما كانا متفاجِئين ، لكن الموقف الحالي لا يسمح بالتعبير عن ذلك ، تغاضت ليريو عن الأمر وحاولت الحفاظ على خطواتها وهي تشاهد أجواء الحفل ، لكن جونغ معتادٌ على أن لا يحرم فضوله دون أن يشبعه " كيف اصبتِ ؟ " .

فكرت بأكثر إجابة مريحة " قصة طويلة " .

سحبها جونغ ان محاولًا الحفاظ على اتساق حركاته أثناء محاولة الوصول للبوابة الخارجية .

لاحظ شرود ذهن ليريو حينها ليستفهم " هل أنتِ مستعدة ؟ " .

ليريو كانت تنظر نحو بقعة ما .. يقف فيها السيد يون بجانب العمة غلوريا كيم " لا .. " ، بيل كانت تقف على بعد خطواتٍ منهم .

" لحظة " ، تملصت ليريو منه بشكل لا واعٍ بنيةِ الركض ناحية بيل .. لكن جونغ تمكن من اقتناص ذراعها وسحبها دون أيةٍ فرصة للتحرّك .

كانت ماخوذةً بالتفكير بصديقتها بيل ..
وقعت عيني بيل عليها في تلك اللحظة ، لتفغر فاهها بقلق عميق ، ثمَّ اشاحت ناظريها متجنبة التواصل بصريًا مع ليريو ، كما لو أنها تتجاهل وتتناسى وجودها .

شعرت ليريو كما لو أنها غير مرئية لأحد .. لقد اتضحت لها الصورة تمامًا .. اتضحت جميع تآمرات السيد يون ضدها .. ولِمَ قرر الانسحاب من مشاريعه المرتبة بدقة وفجأة !

وها هو الآن يقف بجانب تلك المرأة المدعوة بغلوريا كيم .. وابنته بيل تقف بجانبه .. كما لو أنها تُقِرُّ بإنها حليفة ضدها ..

اقتطع جونغ شريط الأحداث الدرامي الذي يسجَّل بواسِطةِ عينيها ، وسحبها بسرعة ليخرجا من القاعة قبل أن يدركهما الحراس .

قُطبَانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن