15

96 9 124
                                    


***
اليوم التالي | الأحد
***
اِنخَفَضَتْ خطواتٌ ظريفة فوق السلالم متجهة لصالة المعيشة " صباح الخير أمي " ، صوتٌ وَدِيعٌ قالها وابتسامة مستبشرة.

اِنخَفَضَت لمستوى الاريكة تُعانِقُ والدتها التي كانت تجلسُ تتصفَّح مجلَّدًا بين يديها ..
وقد إلتَصَقَت وجنتيهما معًا وسط ذلك العناق " وااه ايريو ما الذي تفعلينه ! " ، قالت بمبسمٍ مُشرقٍ تدَّعي استياءً .

" لقد تأخرتِ البارحة ، أينَ كنتِ ؟ " ، سَأَلَتها ايريو بعتابٍ بعدما قطعت العناق .

" كنتُ في زيارة لأحدى صديقاتي " .

ايريو بشيء من الإحباط " وااه قضيتِ وقتًا ممتعًا ولاشك " ، همهمت الأم مجيبةً بينما تتصفّحُ المجلد يين اناملها .

لتعقَب ايريو بحنق " ليريو أيضًا تقضي وقتًا ممتعًا في تلك الحفلات " ، وأردفت آمِرةً " أنتِ عليك أن تأخذيني معك في المرة المقبلة امي .. أنا أعني ذلك " .

" حسنًا سأنظر في الأمر " ، ثم استرسلت متسائلةً " متى عادَ اخويك البارحة ؟ "

تأوَّهت لترتجلَ حديثًا " لقد نمت فورًا بعد رحيل الصغير جون لذا لا اعلم بالضبط متى .. بالمناسبة ألا ترين انني جليسة أطفالٍ ناجحة آنسة ماما ؟ أنا بجدِّية أفكر في أن أصبِحَ جليسةً للأطفال .. أعلمُ أنك متفاجئة من القرار الجديد فقد كنتُ بالأمسِ منزعجة من أمر مُجالستي لجون لكنني قد غيرتُ رأيي " ، ثم أردفت بعدها مُحَرِّضةً " صحيح ماذا بشأنِ كوكي وليريو ؟ أتراهنينني على أنهما لم يعودا من الحفل للمنزل مباشرةً ".

" ماهذا !؟ " ، على الأم الآن توضيب الكم الهائل من الجمل والإفكار التي طُرِحَت عليها جميعًا بعشوائية ..

ايريو بِتَساؤل " أليس عليكِ معاقبتهما ؟ "

" تقترحينَ أن أعاقِبَهُما ؟ " ، همست الأم .
اومأت ايريو عدة مرات مؤيدةً للفكرة
ثم أخذت تُفكر" لكن ما الذي علينا القيامُ بِه ؟ " .

في تلك اللحظة انضمت لهن ليريو في حُلةِ العَمَلِ الخاصة بها
" صباح الخير أمي ، ايريو " .

تقدمت هي الأخرى وعانقت والدتها لتقابِلهما الصغرى بوجهٍ عَبُوس .

ضحكت الأمُّ بتورط عندما التقت عيناها بعيني ايريو
لتنبس ليريو بتحيُّر ازاء تلك النظرات المتبادلة " حسنًا ؟ ما المؤامرة هذه المرة ؟ " .

" أسرار البنات و الأمّهاتِ " ، أجابت ايريو معانقةً ذراعَ أمِّها .

" حقًا ؟ " ، ضحكت ليريو بتعجب .

قُطبَانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن