32

25 2 69
                                    

ما إن لفظت ذلك الاسم حتى أخلّ الذهول انتظام وجهها " أنا لا أصدق أنني وجدتك هنا ! " .

بالنسبة لـ ليريو .. فقد فقدت تركيزها لثوانٍ عدة ، هي لَم تحصل على شرف التعرف إلى فتاة القلنسوة بعد " المعذرة .. ؟ " .

" ألم تعرفيني بعد ؟ " ، لم يتبادر بعد إلى ذهنها أنها لا تزال تضع القناع . ثم تأوهت اسفًا مستذكرةً وقامت بحلِّ عقدة القناع ليتجلى وجهها الذي أعاد تفعيل وضع الذهول مجددًا " وااه أنتِ ليريو بالفعل ! تبدين مختلفة عمّا رأيتك عليه أول مرّة ! " .

فغرت ليريو فاها بتردد " لدي ذاكرة قوية بالمناسبة .. قوية جدًا .. إن كنتِ تذكرين ذلك أيضًا " ، مزحت محاولةً تخفيف شعورها بالضغط ازاء نسيانها المحرِج .

" اوه ليريو أرجوك إنها أنا ! الشرطي الوحيد الذي عرفته يتحدث إليك بودٍ على الأقل ! " ، إنها تكابد للوصول .

أخذت ليريو هدنة لتستوعب " النقيب التي قامت بإطلاق سراحي ؟! " ، ضحكت وهي تستذكر ماحدث " أعتذر بشدة .. يبدو أن ذلك اليوم كان قاسيًا على أن اتذكّر منه شيئًا .. " .

" أنا أتذكره جيدًا .. ربما لأنني قابلت فيه شخصًا مميزًا " ، همهمت ليريو بحيادٍ لأجل ما سمعته ولم تعي أن ذلك كان إطراءً .. بينما اردفت ميني " على كلٍ أعتذر لأنك رقتِ لي باللقائين لدرجة انني تدخلت ضمن مساحتك الشخصية مرتين دون أن أتعرف إليكِ " .

قاطعهم صوت فتح الباب معلنًا باندفاعٍ دخول رجلٍ يرتدي بزّة الحرس الملَكي ، ما إن رأى ميني حتى أصبحت نظراته أكثر حدة ، تحدث بعشوائية " بجدِّية ميني ؟ أنتِ هنا بينما أنا أبحثُ عنكِ جاهدًا حتى أن أصابني الدوا... " ، قال قبل أن تنتبه عيناه للفتاة الجالسة مقابل ميني والتي تصغي لحديثه العشوائي بينما تمثل حالةً من الهدوء الواجم .

ألقى التحية بأدب فور رؤيته لها لتدحرج ميني عينيها بتأفف وامتعاض " كيف لك أن تكونَ بهذه الهمجية جونغ ؟ طرق الباب لن يُكلِّفك شيئًا " ، قامت بتوبيخه بشفافية مطلقة وكان ذلك تصرفًا غير مهذّبٍ منها أمام الضيوف ، أراد أن يرمقها بنظرةٍ تستفهم جدية ما تفعله ، لكن وجود تلك الفتاة استوقفه ليدرك أنه إنسانٌ مهانٌ مرةً أخرى ، بالنسبة لانطباع أول .

راقب ليريو وهي تعود لارتداء رداء الفرو المخملي مثل تصرفٍ يحترمها كملك بتاجٍ وصولجانٍ ، شعر برغبة بطلب المعذرةِ منها لكن فكرةَ مقابلتها مجددًا أشغلته عن ذلك .

قاطعت ميني إنشغاله بالنظر نحو ليريو " على فكره جونغ .. أُعرِّفُكَ على شريكتي في الرقص .. جلالة الملكة جيون ليريو " ، شتمت ليريو في داخلها فكرة أن فتاة القلنسوة الدجالة بالفعل لازالت تحتفظ باسمها عن ظهر قلب منذ أول لقاء لهما .. وتبنت جزافًا فكرة أنها قد تخبر الجميع بذلك الليلة كعقاب لعجزها عن تذكرها .

قُطبَانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن