قُطبَان

21

تنفَّس هو بثقلٍ مُحتارًا .. كيفَ لهُ أن يُهدِّئ مِن قلقها المُزمِن ..؟ يرى الأمر من منظوره هيِّنًا بخلافها و لن يمنعه ذلك من أن يُفكِّرَ بتعقُّل .. لكنَّه في المقابل يعلمُ أن لن يهدأ لها بال .. حتَّى تلقى مُناها ..

نظرَ لوجهها السَّاكِن ، القَلَقُ يُلازِمُ سُكونَ ملامِحها " حسنًا .. أنا مُوافِق " .

ثانيةً حتى أطلق هو ابتسامةً تسخر من تبدُّلِ مزاجها اللحظي ، بينما افترشت البسمةُ محياها " انا متفائلة بشأن هذا .. أرى أننا نستطيع جعله يعدل عن قراره " .

" تصبحينَ شخصًا وديعًا عندما تنالينَ مُرادَكِ .. بجدية ! " ، قالَ باستغرابٍ نحوها .

" على ذكر هذا .. " ، أخرجت حقيبةً صغيرة وقامت بفتحها لتستخرج منها بعضًا من الإسعافات الأولية " أعلمُ أنك مُهمِلٌ لذا خمّنتُ إعتباطًا أنك لم تقُم بإسعافِ إصابتك .. فأحضرتُ بدوري هذا من أجلك .. لا استطيعُ التركيزَ اثناء حديثي إليك وأنا أنظرُ لكلِّ هذا الأذى " .

عقبّ جونغ ان نحو ذراعه المصابة والملتفّة بالضماد بتململٍ وتذمر " بجدِّية ميني ! ألا يكفي أنني تكبدت عناء البقاء في ذلك المشفى المشؤوم حتى أعالِجَ هذه اليد المشؤومة ..؟ لم ينقص إلا أن تأتي بالمشفى برمته داخل المنزل " .

تجاهلته لتنبس مشيرة إلى وجهه " ماذا عن الجروح على وجهك .. " .

" لقد التأمت .. " .

" ستتأذى مُجدَّدًا إن لم تقم بمعالجتها .. أنت تقومُ بإيذائها الآن .. عليكَ الاعتناء بها حتى حينِ اختفائها .. " ، أخرجت مرهمًا ومعه القليل من لصاقات الجروح .

همهم بِكلَلٍ هُوَ بينما تضع هي الدَّواءَ على جرحه " لا زِلتُ أعتقدُ أنّ تاي يملكُ أسبابه ميني .. " .

استوقفها حديثه ، لترمقه خيفةً " تودُّ العدول عن قرارك الآن ؟ لقد وعدتني" .

تأوه أسفًا لينفي " لا ، لكنني أؤمنُ بإصرار تاي على موقفه لوقتٍ طويل دونَ الإستماعِ لأيِّ مِنَّا .. كما إنني أؤمنُ بفشلنا في محاولةِ إقناعه بالتراجع " .

لم تُعقِّب ، ليردف هو ببرود " سينتهي الأمرُ بِكِ مُستسلمة " .

تجاهلته مستمرَّةً في شُغلِها ليتذمَّر نحوها بانزعاج " لقد كنتُ مُرتاحًا بشعري المُبلل .. كما أنني مرتاحٌ لِأنني كنتُ أقِفُ في صفِّ تاي في البداية .. أنتِ تُريدينَ كُلَّ شيء يسيرُ حسبَ مِزاجِك .. ثمَّ أنني أكره لصاقات الجروح .. أرأيتِ ؟ ها هي تعطي شعُورًا مُزعجًا على وجهي الآن " .

حاولت ميني كبح رغبتها بالضحكِ " لا بأس بالقليل من الإزعاجِ الآن حتَّى قليلٍ من الوقت " .