39

24 2 18
                                    

نزلت على مهلٍ عبر السلالم ، ما إن استقرت عند نهاية السلم حتى أخذت برهةً للنظر إلى صورتها في المرآة عند نهاية الممر .

" عائدةٌ للعمل ؟ " ، جونغكوك من خلفها مقتنصًا نظرةً إلى حُلَّةِ العمل التي ارتدتها .

همهمت بينما تباشر بتفقد حقيبتها " بلى .. اخبرت رئيس التحرير بشأن تماثلي للشفاء ولم يرى ضيرًا في عودتي .. " .

ابتسم جونغكوك سائلًا " هل ابتاعُ لك كوبًا من القهوة ؟ " .

ليريو بينما تنفي برأسها " لقد قررتُ التوقُّف عن شرب القهوة .. " .

فغر جونغكوك فاه على نحوٍ متفاجئ ، بينما اردفت " كنتُ اريد أن احافظ على تركيزي فقط لكن الحقيقة ان القهوة تفوق المشروبات الكحولية سوءًا .. " .

جونغكوك بتحاذُق " يبدو لي أنكِ قمتِ باحتساء الشراب مرةً حتى توصلتِ لهذا الاكتشاف " .

استدارت ليريو نحوه ترميه بنظرة باردة " تفوق الشراب سوءًا بالنسبة لِمَن لا يحتسي الشراب " .

همهم جونغكوك مستذكرًا " بالنسبة لما حصل بينك وبين صديقتك بيل  .. " .

قاطعته ليريو وهي ترتجل نافيةً " لا تأبه بذلك .. لقد كنت مشوشةً فقط  .. مؤكدٌ أن بيل تفضل أن تبتعد عن الفوضى والضوضاء كما هي عادتها .. أعتقد أن ذلك جيدٌ لكلينا " .

رمش جونغكوك عدةَ مرات " انت سريعة في الحساب " .

مشت ناحية الباب " اعتن بنفسك جونغكوك " .

" وأنت كذلك " .

ادارت مقبض الباب لتباشر بالخروج ، بينما اقتطع مسيرها وقوف احدهم عند عتبةِ الباب ..

بان الذهول على معالمها ما إن رأته " المعذِرة " ، نبس بعد هُدنَةٍ مِن التقاءِ عينيهما اللاتي استوقفته قبل محاولته لطرق للباب .

نظرت ليريو خلفها تراقِب انشغال جونغكوك ، أغلقت الباب خِلسةً " هلَّا منحتِني قليلًا من وقتك ؟ " ، قال كأنما يتدارك أن تُفلِتَ من بين يديه مجددًا .

فغرت فاها يائسةً من ترتيب كلماتها " لا أرى في ذلك أملًا .." .

التزم النظر إليها مصمِّمًا " أمَّا أنا فلا أجد في التستر عن الأمر عُذرًا واحدًا .. لا أعلم ما يدور حولك جيون ليريو .. لكن ما حصل البارحة كان لصالحك .. على الأقل لصالحكِ قانونيًا " .

تأوهت أسفًا كأنَّما تقاوم عجزها عن رفض مطلبه " كونك شرطي فذلك لن يُضيف أي شيء في القضية .. ونسبة أن تزداد الأمور تعقيدًا أكبر من حلها " .

اشاح وجهه متهكمًا ثم عاود النظر اليها " هلَّا رافقتِني لمركز الشرطة ؟ يبدو أنني كنتُ أرغب بالتحقيقِ معكِ بطريقةٍ ودية " .

ظلت تنظر في عينيه بعمق وقد باغتتها ابتسامةٌ حَذِقَة ، ابتسامةٌ عاجزةٌ عن التعاطي مع حديثه بجدية ، نبست بعد مرور هدنة من الصمت " تشعر بالفضول تجاهي .. " .

تنهّد وقد نفد صبره بينما استرسلت " لا تستطيع المضيَّ قُدمًا دون أن تلقي نظرةً خاطفةً للوراء .. ليس باستطاعتك المرور مُرورَ الكرام على ما شَهِدته .. لكن ما إن تحصل على ما تريد .. ستمضي ولن تكلّف نفسك بالالتفات .. هل هذه صفة متوارثة لدى كيم ؟ " .

أحكم قبضته باستماتةٍ ، مشت هي متجاوزةً إياه بينما هو بعجزٍ مكتوفَ الايدي " لستُ انتمي لتلك العائلة .. " .

التفت نحوه بتعبير مدلّه كما لو أنَّها ألتقَمَت طُعمًا ، بينما ازدرد مشيحًا ناظريه عنها ، يجمعُ بذلك شتاته " أعلمُ أن وقتكِ ضيقٌ جدًا الآن يا آنِسة .. سآتي في وقتٍ لاحِق " .

.

قُطبَانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن