اليوم : الإثنين : ٧ صجلَسَت خلف مكتبها برويةٍ لتدوِّنَ بَعضَ الملاحظات ..
كونها تتولى رتبة النقابة " أنتَ تعلم أنني لست من قام بتنفيذ هذه العملية أيها المحقق .. رُغمَ أن الرئيس قام بتسليمي إياها بنفسه .. لذا أنا أعتذر لأني لستُ على دراية بقدر ما تعرفه عن هذه القضية ولكن اـ " ." حتى وإن .. عملك كأخصائية نفسية ضمن علم النفس الجنائي جدير بِكَشفِ عقلية المُجرِم بالكامل ! وأنا أستشهد على ذلك آنِسةَ مِيني ! " ، تحدَّثَ المُحَقِّقُ .
أجابته ميني وهي تتفحصُ بعض السِّجلّات " بالطبع كنت سأعقِّب على هذا ولكن .. لنستمِع إليكَ أولًا ونجمع الأدلة وأنا سأطرح استنتاجي بعدها ، لقد قُلتَ أنَّ لديكَ استنتاجَك الشخصي ؟ قُصَّهُ عليّ " .
بدأ المحقق بسرد ما حدثَ حينها " حسنًا فلنعد للوراء إذًا .. إلى ماقبل العثور على المتهمة ليلة أمس ...
بالضبط عندما خَرَجَت هي من مقرِّ صحيفتها في ساعاتٍ متأخرة من الليل ..
وطبعًا ذلك لأنها كانت تعمل لساعات إضافية .. ليس لدوافع دنيئة أو شيء آخر !لنقُل أن منزلها كانَ بعيدًا لذلك ..
كانت في طريقها لأن تستقل الحافلة ، لكنها شعرت بالعطش فجأةً ..فقررت التوقُّف عِندَ ماكينة البيع الذاتي للمشروبات
رغبةً منها بالارتواءثمَّ تَنَاوَلَتْ مشروبًا ..
وبما أن المُتَّهمة قد عملت منذ الصباح حتى ساعات العمل المتأخِّرة فقد كانت مُتعبةً ومشتتة التركيز .. لذلك ..؟
لذلك انزلقت أسطوانة الشراب المعدنية من بين يديها خَطَأً
وتدحرجَت مبتعدةً وهي تبعتها للإمساكِ بها .. !وضاعت حينَ دخلتُ زقاقًا .. تطلعُ عليه انوار الشارع مجتمعة تُنيرُ ظُلمةَ الحيّ بنورٍ خافت ..
بسبب أن البيوت المتقاربة هناك تحجب النور ..مايجُول في خاطِرِها كان ذلك فقط لاشيء غير ذلك
و كُلُّ شيء كان صُدفةً وبغيرِ قَصد ! " ." ما الذي تعنيه بصُدفة ؟ " ، تشكَّلَت تعابيرٌ مستنكرة على وجهِ ميني " عفوًا ، لا شكَّ وأننا لا نتحدَّث عن الشخصية المدعوة بليريو ".
المحقق " ألن تستمعي حتى نهاية القصة ؟ " ، قال لتكبح ميني انفعالها ..
" تعلمين ماذا حدَث بعد ذلك ؟؟ " ، أضاف المحقق بأُسلُوبٍ تشويقي لتستجيبَ ميني مباشرة " ماذا ؟ " .
أسترسَل بينما كان يروحُ ويَجيءُ في أنحاء الغُرفة " عندما دخلت ليريو ذلكَ الزقاق .. شيء ما ارتجف بخفةٍ قربَ قدميها !
مصدرًا صوت مواء عنيف يستنجد به .. وهي انحنَت بتلقائية لتلتقطه من على الأرض .. وذلك يُفسرُ شيئًا واحِدًا فقط ! "أجابت ميني " ذلك مايُفَسّرُ وجودَ زمرة دمٍّ شاذة على يديها بجانب زمرة دم الضحية وزمرة دمها ؟ وهو دم القطة ؟ أي انها عندما حاوَلَت التقاط القطة المُصابة فتلطخت يديها بدمها ! " .
أومأ مجيبًا " بلى ذلك ما استنتجهُ فَريقُ التحقيق سابقًا ! عندما قمنا بإجراءات الفحص ، ولكن ذلك بشكلٍ بديهي يُفسِّرُ شيئًا آخر أيضًا ! لم نَكن لنهتمَّ بشأنه "
رفعت ميني حاجبيها باستفهامٍ ليُكمِل المحقق إجابته " وهو أن المُجرِمَ الحقيقي كانَ يُخطط للتصويب نحوها شخصيًا ! ولكنه أخطأ وأصاب القطة ..
رُبَّما لأنه كان مُصابًا أو كان بسبب الظلام الحالك .. أي أن الضحية المقصودة في الأصلِ كانت هي ! ".
أكمل بعدما أختفت تعابير الاستفهام التي على وجه ميني " لاحَظَتْ ليريو تلوُّن يديها بالسائل القرمزي فأفلتتها وقد كانت فزعة جراء ذلك ، علمًا بأن رجفة القطة أمام قدميها لم تكن إلّا نتيجةَ إطلاق نار من قبل قناصٍ غير مبصرٍ هدفه ..
فألقت نظرة لتتفحص المكان بخوف لتلمح طيفًا خاطفًا يختفي في الزقاق الضيِّقِ بعيدًا ليسلكَ سبيلًا للهرب
وعندما انعكست الأضواء الحمراء والزرقاء على الجدران معلنةً وصولِ سيارات الشرطة ..
تسببت الاضواء في فضح وجه المجرم و كشف ملامحه أمام عيني ليريو !
فأضطر للتخلّصِ منها قبل اقتحام الشرطة للحي .. كي لا يترك أي دليل خلفه قد يكشف هويته ! "همهمت ميني " جيد "
اردفَ " اذًا قام بسحبها برفقٍ للأسفل بلثام يده الدامية مانعًا إياها من الصراخ وكشف أمره أمام الشرطة .. !
وهي قامت بدفعه من الخلف والمقاومة مما جعلها تصاب في أماكن عدة وتتعرَّض للأذى لكنها استغلت اصابته بمقاومتها مما جعله يضعفُ جراء ذلك ومن ثم سلبت منه السلاح
وصوبت المسدَّس نحوه لتطلق عليه دفاعًا قبل أن يجني عليها ..
وحينما اقتحمت الشرطة الحي .. كانت فاقدةً للوعي وهو قد فارق الحياة ! "
..
وبعد ذلك تحرت الشرطة بتفتيش المنطقة لتلقيَ القبض على الفتاة المدعوة بـ جيون ليريو مُتلبسة ..
كما شُوهِدت تمامًا ..
تجلس بوقارٍ مُغمِضةً عينيها دون الدم االمتناثر على محياها ..
تستحي ان تمسك علبة المشروب خاصتها المستقر بجانبها بينما تمسك السلاح في ثقةٍ تكاد أن تسحب بها الزناد نحو الجثةِ المقتولةِ أمامها "" هي ليست بمجرمةٍ في الأصل ..! لم أتوقع أن تكون هذه أطروحتك " ، ميني بقلة حيلة .
تعجب المحقق " إذًا على الأرجح استنتاجي هذا كان في محله !؟ " .
تنهدت ميني " قُلت لي ليست المُجرِمة إذًا ؟ هل مِن المعقولِ أنها من نالت مِنَ المُجرم "
.
أنت تقرأ
قُطبَان
Mystery / Thriller" يُحكَى أنّهُما لا يلتقيانِ حتى يُفنِي أحدُهُما الآخَرَ " - KAI -