36

22 2 46
                                    


اقتطع احدهم حفلة مشاعر الذهول التي نشأت في أعماقها " اعتقدُ أنه من غير السويّ أن أرى الحسناوات يتجنبنَ الفتيانَ بهذه المبالغة " ، انه شابٌ ذو بنيةٍ عريضة ظاهريًا ، كانطباعٍ بدا من النوع الذي لا يجيد سِوى الحديث الطائل واحتساءِ الشراب .

رمقته بيل وهي تلمح نبرة التملق في صوته " ربما لم تعهد وجود فتياتٍ مهذّباتٍ في محيطك " .

" لم أقصد ذلك .. اعتقدت فقط أنك جميلةٌ للحدِّ الذي يستحيل به أن تكوني متاحة للارتباط حتى الآن .. " ، أطرى بلسانه المعسول لتنتابها حالةٌ من الضحك .

رفع حاجبيه بثقة " أنا مُحقٌّ إذًا ؟ " .

أمالت شفتيها بتحفُّظ " لم أفهم ما تعنيه بكلامك " ، كبحت الابتسامةَ التي تكادُ تزين مُحيَّاها .

اعتلته معالم السخرية " من مثلكِ محترفٌ في التظاهر بالجهل حيال ما يجري حوله .. لكنني استسهل قراءة الحُبِّ في أعينِ الناس أمثالك " .

دحرجت عينيها نافيةً " لا تقلق لستُ مغرمةً بأحدهم " .

" اذًا .. على الاقل ستكونين متاحةً للرقص برفقتي ؟ " ، قال لحظةَ اقتراب والدها .

" لا " ، حافظت على رباطةِ جأشها .. كما لو أنها لم تتعود على منهجية الرفض ببسالة .

ابتسم بتهكم وقد وجدَ الشرابَ مُرًّا " حسنًا .. لازلتُ استمتع بلذة النصر بعدما اقتنصتُ الفرصة للتحدث إليك .." .

أشاحت ناظريها بتحفُّظٍ متنهدةٍ ، بدأت بتحريكِ كأس الشراب بين أناملها بتوتر إزاءَ نظرات والدها الحازمة بعد رحيلِ ذلك الفتى " انه كيم سوكجين .. إنه شخصٌ محترمٌ للغاية ، هل استلزم عليك رفضه بهذه الطريقة ؟ لقد مررتُ بحزمةٍ من التعاملات معه قبل أن أوظَّفه كنائبٍ للشركة " .

تأوَّهت بيل واعتلتِ البسمةُ الصفراءُ مُحيَّاها " أوه الذي سرقَ منصبَ ليريو ؟ كُنتُ مُبصِرةً برفضي له إذًا " ، تمتمت بصوتٍ غيرِ مسموع .

رمقها والدها مُردِفًا " لا أخالكِ مشغولةَ البالِ بذلك الولد التافه .. كيف لك أن تقايضي رجلًا مهذبًا بمعتوهٍ مثله ؟ " .

ازدردت ، وقد لانت ملامحها على ذِكره " الأمر فقط أنني مرهقةٌ على أن أرقص والدي .. " .

لم يُرِدِ الأب أن يفرِطَ في التحدث حول الامر " تذكري دومًا أن الحب المجرَّد لا يعني شيئًا دون مبدأ بيلي " .

هو مصيبٌ فيما قال ، لذلك لم تجد استجابةً مناسبة لحديثه سوى الصمت ، صمتت كأنما تحبِسُ الشعور العارم في دواخلها ، منظومة الافكار الديكتاتورية الخاصة بوالدها مع رؤيتها لوجه ليريو الذي تركتهُ عمدًا عرضةً للتساؤلات .. هي لا تقوى على تحمل المزيد " أريد العودةَ للمنزل .. ".

قُطبَانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن