30

16 2 52
                                    

" أنا أحسد بالفعل من سيراقصك هذه الليلة .. " ، تنهدت ايريو بنفاد صبر بينما تشاهد اطلالة ليريو في فستانها الملكي .

" لا أعتقد انني سأرقص في الحفل .. لأنني الملكة ولا شك " ، ليريو بينما تقوم بطلاء اظافرها باللون الأبيض .

ايريو مخفضة حاجبيها " لكن هذا مجرد تنكر " .

" ذلك لأنني لا اريد الرقص بالفعل " ، التفتت ليريو نحوها منتهية من طلائها .

اومأت ايريو باستيعاب " هكذا إذًا .. " ، ثم اردفت بضحكة مبتورة " لكنني لا أصدق أنك تقليدية لهذه الدرجة " .

ليريو بتعبير متضايق امام المرآة الطويلة " ايريو ألا تجدين الفستان ضيقًا ؟ " .

" أليس مريحًا ؟ " ، ايريو بتوجس .

" بلى ولكن .. أنت حقًا لا مشكلة لديك ازاء النوع من الألبسة ؟ " ، ليريو وهي تأخذ دورة حول نفسها .

ايريو بينما تصفع جبينها بيأس " إن الفستان محتشم جدًا من العيار الملكي ولكنه ضيق من الأعلى ومنفوش من الجزء السفلي من الجسد لأنه ينبغي أن يكون كذلك .. كي يظهر كم أنت ملكة من اسطورة ما " ، انها تستنفذ جهدًا وطاقة لإيصال المعنى .

همهمت ليريو باقتناع لتستكمل ايريو " ثم أن الرداء الملكي ذو المخمل الاحمر والفرو هذا وافٍ لأخفاء تفاصيل جسدك الانثوية .. " ، ثم ابتسمت " بعيدًا عن ذلك يجذبني كونك مستقيمة لهذا الحد .. لأن الملكة يجب أن لا يهتك سترها " .

صمتت ليريو بعد أن ايقنت حقًا أن اختها قد فقدت منطقها ونسيته في سلسلة من القصص الدرامية او أن الساحرة قد اخذته ووضعته في محلول بدلًا من طقم اسنانها .

تناولت ايريو التاج الذهبي المركون على المنضدة والذي كان مرصعًا بالألماس والاحجار المصقولة ، وضعته على رأسها أمام المرأة بادِئًا لتجربه على نحو مذهول قبل أن تنتشله من عليها مرةً أخرى لتُخفضه على رأس اختها ليريو " عليك أن تتركي شعرك مُسدلًا هكذا ، انه يظهر بلون الكراميل مع بعض التموجات العفوية بالاضافة الى التاج الذهبي ستبدين به كملكة شابة .. هذا المفهوم يليق بك " .

" في الواقع لم يكن لدي وقت للتفكير بهذا الأمر .. انت هنا لإنقاذي فقط " .

" أشعر بالانجاز لمجرد النظر اليك " ، اخذت ايريو نظرةً عامة على صورة اختها .

مزحت ليريو ضاحكةً " عليك ان تشكري الساحرة التي اهدتكِ هذا الفستان اذًا " .

" بالتأكيد سأفعل لا تقلقي " ، ايريو بملء جدية .

تخطت ليريو طفولية اختها وابتسمت " ستذهبين غدًا لسكن الطالبات اذًا ؟ " ، سألت .

" بلى .. ستستكمل مدرستي حصص الدراسة قريبًا " ، ايريو بإيجاب .

ليريو مسترسلةً " ماذا عن جونغكوك ، ألن يذهب معكِ ؟ كلاكما تدرسان في نفس المدينة " .

"جامعته ليست متاحةً بعد لذلك لن نذهب معًا " ، اوجزت ايريو ثم سألت بروية " هل تشاجرتما انت وهو بالمناسبة ؟ لم تتحدثا انتِ وكوكي منذ اسبوع .. " .

" لم نتشاجر .. نحن فقط مختلفان " ، قامت ليريو من مجلسها لتلتقط السترة الملكية المغطاه بالمخمل الأحمر والمبطنة بالفرو الأبيض الثقيل ، ارتدتها حول كتفيها بينما ناولتها ايريو صولجان الملكة الذهبي والذي تترأسه جوهرة على شكل جورية زرقاء تلتف حولها اوراقٌ نباتية من الذهب الخالص .

" أظن ان بطانية الفرو هذه ستنظف أرضية الحفل .." ، ليريو بينما اتخذت بضع خطوات متحققة من رداءها الملكي الذي يزحف على الأرضية خلفها .

" انها اول مرةٍ أراك فيها متوترة الى هذا الحد من اجل حفل .. " ، قالت ايريو بينما تنطوي حول بطنها بتوتر .

ليريو تضحك بتعجب " ولِمَ قد تكونين متوترةً معي أنتِ أيضًا ؟ ".

اومأت ايريو بنفي " ليتني احضر الحفل واستمر بمشاهدتك " .

ابتسمت ليريو بينما تنظر نحوها ثم تأوهت بتنبه للوقت  " حسنًا هل هنالك شيء ناقص حول مظهري ؟ " ، ليريو بينما تنظر الى حُلّتها عبر المرآة .

" القناع .. انه حفل تنكري على مايبدو " ، ايريو بتساؤل وهي تمُدّ لها القناع المزين بالكريستال والريش الأسود الناعم .

" انه شيء من هذا القبيل .. اقرب الى حفل مهرّجين من حفل تنكر مُجرّد " ، تناولت ليريو القناع من بين أنامل الأخرى لتقوم بتثبيته حول عينيها دونَ أن يقدِرَ هذا القناع على إخفاء تعبيرها الساخر ، التفتت ناحية الصغرى مُعقّبةً بتأهب " عليّ أن اواكب طقوس هذا الحفل البالية للإنخراط مع أصحابه .. " ، امتدت زاويتي شفتيها المبتسمتين وغمزت .

ايريو بتساؤل وإعجاب " لِمَ لَمْ تُتَوّجي كملكة بعد ؟ " .

ضحكت ليريو مع احمرار الخجل على وجنتيها المخفيتين " هذا لأنك الملكة ايريو " .

" او لأنك لست جديرة بعد على الذهاب بوجهِكِ العاري " ، نبس جونغكوك الذي يقف مستند على الباب " أنا مذهول ولا أعرف ان كان ذلك ازاء شجاعتك ام جبنك " .

رمقته ليريو ببرودٍ يظهر من خلف القناع " في حين أنك لم تعدل عن قرارك بعد بسبب جُبنك .. إلا أنك لازلت تتحدث عنّي كما لو كُنتُ أنت " .

نظرت ايريو نحوهما بجهلٍ ثم ابتسمت محاولة تخفيف الضغط بينهما " أليست ساحرة جونغكوك ؟ " ، نظرت نحوه بحلم .

" مطلقًا ، لا تشبه الساحرات " ، قال ببلاهة .

ايريو مقطبة حاجبيها " لست خبيرًا بالكنايات ، رغم انك تدرس في الجامعة " .

" معذرة آنستي .. السائق في انتظارك " ، توقفت الخادمة على مهل .

اومأت ليريو نحوها ثم نظرت ناحية اخويها " حسنًا اعتنيا ببعضكما " ، قبلت وجنة ايريو و فعلت المثل لجونغكوك دون تردد وخرجت .

قُطبَانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن