Deja vu

12 2 18
                                    


" أنا من قتلت كيم يول .. تدرب على قولها " ، كان يردد هذه الجملة كما لو أنه يقوم بتدريسها لذلك الرجل الذي يجلس على كرسي بإغلالٍ تلتف حول ذراعيه وقدميه كالمُعتَقَلِ في حين أنه من كان يرتدي بدلة شرطي !

اشاح وجهه بامتناع ، يتنفس هوانًا ، متحدِّثًا بثقل لسانه المِعوَجِّ اِرث اصابته " أين هم التوأمين ؟ " .

قيّد الرجل فروة رأسه بقبضته معيدًا بذلك رأسه إلى الوراء " أولست أنت من اختطفهم جميعًا ؟ " .

" أين أخذتم توأمي يول وأماي ؟ " ، صرخ بثمالة ، يضرب قدميه بالأرض مُلِحًا بعناد كالطفل ، مما جعل معتقله ينزعج من صوته المؤذي ويفكر بجدية في وضع حدٍ لحنجرته وإخراسها .

ازدرد ليبلل جفاف حلقه ثم عرض على عيني ذلك الشرطي المقيد ، صورة ، خفَّ صياحه المدوي واختفى سريعًا كما لو أنه يُصغي لما تقوله تلك الصورة ، صورة لطفلة ترتدي زي الفارس مع المعدات ، تمتطي فرسًا بيضاء وهي تبتسمُ فخورةً ، تتوسط حديقة ممتدة على طولها بالازهار الزرقاء .

و طفل آخر يجلس خلفها ، يحوطها بيديه الصغيرتين محتضنًا إياها .. مسندًا خده على كتفها وهو نائم .. يُسمع صفير أنفاسه الخافته من خلال الصورة خصوصًا عندما تنظرُ إلى ثغره المفتوح بمقدار ضئيل ..

وعلى الأرض يرتمي دُبَّين باللونين البني والزهري ، قرأ عليه النص المكتوب خلف الصورة " الواحد من أيار ، جناح الزفير الأزرق ، حيث اتقنت اميرتي ليلي دروس الفروسية " ، وأمال شفتيه باشمئزاز " أميرتي ؟ تمتلك وجهًا مضرجًا على أن تكون شاعريًا " ، تخطاه واستكمل النص قارئًا " كوكي لم يبلل حفاظاته ليوم كامل وقد كان مطيعًا " ، تحولت نبرته لجدية " والآن مارأيك جيون تشول ؟ هل تنوي أن تضع حياة زوجتك واطفالك على المحك ؟ " ، ضيق عينيه مركزًا في عيني تشول " تذكر كيف كانت نهاية يول وأماي الوخيمة .. أنت بالطبع لا ترغب بالحصول على نهاية مشابهة ؟ " .

صمت الشرطي بعمق كهدنة إنقطاع لحبل أفكاره ربما ..

وكأنه اقتنع أن يأخذ دور القاتل في القصة .

" جيد " ، حملق فيه الرجل بفخر ، بينما يفك وثاقه لتخور قِواه ويسقط أرضًا .

فُتِحَ الباب الحديدي فجأة ليلتف ذلك الرجل بجانب جيون تشول ناحيته " غلوريا ؟ " .

تقدمت امام جيون تشول بصمت دامس ..
بينما كان جيون تشول يحاول مقاومة معدته التي تتقطع رغبةً في التقيؤ لمجرد تذكر ملامحها .. لكنه لم يستطع المقاومة .. انطوى على بطنه وهو يحاول اخفاء معالم صوته الذي يصرخ بألم متجنبًا بذلك النظر ناحية تلك المرأة .

تهكمت غلوريا " ياله من تصرفٍ مهين أمام سيدك " ، ثم التفتت لرفيقها " ماذا حصل ؟ " .

نظر لجيون تشول الذي بالكاد يلفظ انفاسه " اخبرني جيون ، برأيك من الذي قتل كيم يول وزوجته ؟ " .

ذاب جمود عينيه لتنزل دموعه بحرارة وتحرق برود خديه الداميين ، لتُختََمَ بصورة دموع ممتزجةٍ بالدِّماء ، و بنبرة يغلب عليها العجز " انا " .

قُطبَانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن