29

9 2 43
                                    

- في يوم الحفل -

" هل ستطلبينهُ للزواج ؟ أيُّ شُروطٍ هذه ! " ، ايريو التي تهكمت وهي تمسكُ فستانًا بيدها وتقيسه على جسد أختها ليريو وتضع بيدها الأخرى سماعة الهاتف على أذنها .

" كفاكِ سخافة زواج ماذا ! بالتأكيد لن أرغب أن يُمسك دور آلكير فتًى أبله وبتلك البساطة " ، أجاب صوتُ جولي من سماعة الهاتف .

" ما هذا ؟ جسدك نحيلٌ جدًا ايريو ، سيكُون هذا الفستان ضيقًا للغاية ! " ، تنهدت ليريو بإرهاق امام اختها التي تفاوض عبر الهاتف .

رمت ايريو الفستان بملئ عصبية " دقتك بالتفاصيل البالية وغيرِ المهمة تتسبب بالإهانة لي ! " ، وتحدثت بنبرة مقلّدة " اريده انيقًا ذا ذوقٍ راقٍ و حسٍ رومنسي ! ذلك يسيء لشخص كوكي عندما ترفضينه مقابل تلك الصفات الدرامية الرخيصة .. ثم إنه ليسَ أبلهًا كما تقولين ! " ، انهت بتعصب .

انكمشت ليريو لوهلةٍ ثم قلبت بصرها وهمست بنفاذ صبر " أذناي " .

" لقد جننتُ عندما طلبتُ منكِ ذلك .. أنتِ لا تُصَدَّقِين بالفعل ، كيف يمكنني قبُولُ جونغكوك أخبريني ؟ ليست تلك مسألة مُقوّماتٍ رجولية فارغة وشكلية ! ذلك لا يهمني .. هي فقط مسألة مقدرتك على أن تعيش كشخصيةً أخرى ! ثمّ متى قُلتُ عن جونغكوك أبله ؟ انه فقط ليس شاعريًا كفاية ليصبح ممثلًا " ، قالت جولي التي تكبح جماح غضبها جزافًا لكنها في الحقيقة لم تكلف نفسها بفعل ذلك البتة .

" أنتِ سمعتِها وهي تقول أن جونغكوك أبله ؟ " ، ايريو بينما تُشيحُ نظرها ناحية ليريو بإصرار .

رطبت ليريو شفتيها اللتان جفّتَا لنفاد صبرها " أخرجي حالًا ايريو .. أكملا نقاشكما التافه في الخارج ! " .

" والفستـ .. " .

" أخرجي الآن " ، أغمضت ليريو عينيها متنهدةً لتخرُجَ ايريو مطأطِئةً رأسها بخيبة .

نظرت ليريو لفوضَى الفساتينِ الملقاة في كلِّ الأنحاء وبدأت بجمعها واحِدًا تلو الآخر " عليّ أن أجربها بنفسي ، اما ايريو تلك لا فائدة منها " .

اختارت فستانًا عشوائيًا ، ثم دخلت رُكن التبديل لترتديه قبل أن تطرق ايريو الباب مجددًا " أختي " ، تحدثت ايريو من طرفِ الباب تزامنًا مع خروج ليريو من غرفةِ التبديل .

" هل يُمكِنُني الدخُول ؟ لقد انتهيتُ من شجاري مع جولي للتو " .

" جميل " ، اتّجهت ليريو لكومة الفساتين لتبحث عن فستانٍ آخر كما لو أن الفستان الذي ترتديه لم يُلائم مزاجها .

" أنا بالفعل لديّ فستانًا لكِ ، مع انني كنتُ أخبِّئُه تحفّظًا حتى تنتهي من هذه الفساتين .. ولكنني لا أريد أن أتلف أعصابك أكثر من ذلك " ، قهقهت ايريو بخفة إزاء نظرات أختها الباردة ، قامت بفتح الخزانة ومن ثم البحث عن ذلك الفستان " آه .. ها هو ذا " .

أخرجت فستانًا ذو لونٍ أرجوانيٍ داكن مغلفٌ بنسيج الشبيك او " الدانتيل " المُحاك من خيوطٍ حريريةٍ سوداء " إنه داكن جدًا ولا يُناسب شخصية الملكة غير أنّه قديمٌ وبالٍ " ، علقت ليريو باعتراض .

ايريو بينما تنظر للفستان بابتسامة فخورة متجاوزة نقدَ ليريو المباشر " واه انت لا تفهمين .. لقد أعطتني إياه الساحرة وقالت : " ، وبصوتٍ مفخّم كالساحرات في القصص " هذا الفستان إنه يخص اختك ليريو " ، قالت بملء جدية كما لو أنها تُصدِّقُ ما تقول .

كتّفت ليريو ذراعيها " أن كُنتِ تظنينَ أنني سأقبل بهذا العرض لمجرد بضع كلماتٍ معسولة فأنت في غاية البراءة " .

" انه يخص أحدى ملكات العصور السابقة اللواتي يمتلكن ذوقًا  رفيعًا وحديثًا بالنسبة لصيحات الموضة المصاحبة لزمانهن .. " ، ثم تحولت نبرة صوتها الى رثاء وأسى على هذا الفستان المهجور " لكنه أظلَم طوال هذه السنين من أجل أن ترتديه مولاتي ملكة هذا العصر .. ويعود ليزهر بقبسٍ من نورها مرة أخرى .. لذلك تعتقدين أنه قديم وبالٍ " ، أنهت ايريو بفخرٍ مُطلق ناحية ذلك الفستان .

قبل أن تنتشله ليريو من يدها " اه حسنًا فهمت أنا أفشل الآن في عملي كإعلامية أمام هذه الفقرة التسويقية " .

ضحكت ايريو " عليكِ أن تجرّبيه .. أنا متأكدة أنك ستغيرين رأيك حالما ترين الفستان وهو يُحاكي تفاصيل جسدك في حسن تصميمه الدقيق و المحاك بمهارةٍ عالية " .

تنفست الصعداء بينما تحمل الفستان بين يديها متجهةً لغرفة التبديل وهي تحرك رأسها يُمنةً ويُسرة عاجزة عن ابداء تعليق يليق بعقل أختها الصغرى مُنتهي الصلاحية .

.

قُطبَانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن