-
-أدارَ قفلَ البابِ بالمفتاحِ ليُفتَح بعدَ أن عرِفَ من الطَّارِقُ خلفه حينَما نظرَ عبرَ عدسة الباب ، ثمَّ أعرضَ بسكونٍ تارِكًا من تقِفُ عِندَ البابِ وحيدةً خلفه ..
نظرت لظهره بينما يمشي مُبتعِدًا ، متعجِّبةً من تصرُّفه اللامبالي ..
رأسه المبتل الذي بدا وكأنه استغرقَ حوضًا من الماء قبلًا .. كي يُطفئَ به نارَ الحمى المشتعلة بداخله .لم تُبدِي أي ردِّ فعلٍ بل تصرَّفَت باعتيادٍ وتَبِعَته بعدَ أن أغلقت هي البابَ خلفها .
مشت حتى استقرَّت أمامه بهدوءٍ عندما وجدته ساكِنًا ، يجلسُ أمام طاولةِ الطَّعام ، يتناوَلُ وجبةَ ما بعد منتصفَ الليل .
قامت بخلع معطفها الدافئ لتضعه على الكرسي بجانبها لتستَفتِحَ " إِدعُني للدخول بلطفٍ على الإقل " ، واجهها بصمتٍ " أيقظتُكَ من غيبوبتك المؤبّدة إذًا ؟ " ، عقّبت نظرًا لوجهِهِ المُتعب الناعِس .
همهمَ مُجيبًا بينما يتناولُ طعامه " ومن الجيِّد أنكِ فعلتِ ذلك " .
استجابت لردِّه برفعها لحاجبيها على عجبٍ .. في الوقتِ الذي وجب عليه إلتزام الراحة هو فضَّلَ أن يبقى مستيقظًا ..
" ما بِكَ تَبدو شاحِبًا هكذا ؟ كما لو أنَّ أحدًا ما صرخ في وجهك لتبدو بهذا السكون " ، قالت مُمعنةً النظر في تفاصِيلِ وجهه المُرهَق " رأيتَ حُلمًا ؟ أُقصُصْه علي " .رفع نظره نحوها " أتعتقدينَ أنه من اللائقِ مِنكِ القدومُ إلى هُنا والتحدُّثُ إليَّ بهذه الأريحية بعدَ ما فعلتِهِ صباحًا ؟ " .
" يزعم غروركَ المفرطُ أنَّني جئتُ إلى هُنا من أجلِ التودد إليكَ والإعتذار كيم ؟ ثمّ من مِنَّا المُخطِئ ؟ " ، سخرت بنبرةٍ جادَّةٍ غير مُعتادة .
" حسنًا .. ما الذي أتى بك ؟ تايتاي ليسَ هُنا على كلٍّ " ، عقَّبَ ليُنبِّهها .
لتردَّ مباشَرةً " هو سيتأخرُ في شُغله على الأرجح ، لا تقلق لقد قصدتك " .
رفع حاجبهُ بتعبيرٍ حاذِق " بالمُختصر تُرِيدينَ إخباري بشيءٍ ما خِلسةً أثناءَ غيابه ؟ يالِجُرأتِك ! " .
" هل تماديتُ للتوِّ في حينِ أنَّك لم تتمادَى عندما طلبتَ مِنِّي أن أُوَلِّيكَ مهمَّتي دونَ أن يعلمَ تايهيونغ ؟ على كُلٍّ انتَ لن تُعلِمَ صديقك المُحبب بما سيدور بيننا الآن .. اعتبرهُ دَينًا " ، أنهت مِيني مُوجِزَةً
نبسَ قبل أن يشرع بتناول طعامه " ليس وكأنني مُتعاطِفٌ معه بِخلافِك ، كلاكُما مغضوبٌ عليه " .
أنت تقرأ
قُطبَان
Mystery / Thriller" يُحكَى أنّهُما لا يلتقيانِ حتى يُفنِي أحدُهُما الآخَرَ " - KAI -