20

35 5 84
                                    


-
-

أدارَ قفلَ البابِ بالمفتاحِ ليُفتَح بعدَ أن عرِفَ من الطَّارِقُ خلفه حينَما نظرَ عبرَ عدسة الباب ، ثمَّ أعرضَ بسكونٍ تارِكًا من تقِفُ عِندَ البابِ وحيدةً خلفه ..

نظرت لظهره بينما يمشي مُبتعِدًا ، متعجِّبةً من تصرُّفه اللامبالي ..
رأسه المبتل الذي بدا وكأنه استغرقَ حوضًا من الماء قبلًا .. كي يُطفئَ به نارَ الحمى المشتعلة بداخله .

لم تُبدِي أي ردِّ فعلٍ بل تصرَّفَت باعتيادٍ وتَبِعَته بعدَ أن أغلقت هي البابَ خلفها .

مشت حتى استقرَّت أمامه بهدوءٍ عندما وجدته ساكِنًا ، يجلسُ أمام طاولةِ الطَّعام ، يتناوَلُ وجبةَ ما بعد منتصفَ الليل .

قامت بخلع معطفها الدافئ لتضعه على الكرسي بجانبها لتستَفتِحَ " إِدعُني للدخول بلطفٍ على الإقل " ، واجهها بصمتٍ " أيقظتُكَ من غيبوبتك المؤبّدة إذًا ؟ " ، عقّبت نظرًا لوجهِهِ المُتعب الناعِس .

همهمَ مُجيبًا بينما يتناولُ طعامه " ومن الجيِّد أنكِ فعلتِ ذلك " .

استجابت لردِّه برفعها لحاجبيها على عجبٍ .. في الوقتِ الذي وجب عليه إلتزام الراحة هو فضَّلَ أن يبقى مستيقظًا ..
" ما بِكَ تَبدو شاحِبًا هكذا ؟ كما لو أنَّ أحدًا ما صرخ في وجهك لتبدو بهذا السكون " ، قالت مُمعنةً النظر في تفاصِيلِ وجهه المُرهَق " رأيتَ حُلمًا ؟ أُقصُصْه علي " .

رفع نظره نحوها " أتعتقدينَ أنه من اللائقِ مِنكِ القدومُ إلى هُنا والتحدُّثُ إليَّ بهذه الأريحية بعدَ ما فعلتِهِ صباحًا ؟ " .

" يزعم غروركَ المفرطُ أنَّني جئتُ إلى هُنا من أجلِ التودد إليكَ والإعتذار كيم ؟ ثمّ من مِنَّا المُخطِئ ؟ " ، سخرت بنبرةٍ جادَّةٍ غير مُعتادة .

" حسنًا .. ما الذي أتى بك ؟ تايتاي ليسَ هُنا على كلٍّ "  ، عقَّبَ ليُنبِّهها .

لتردَّ مباشَرةً " هو سيتأخرُ في شُغله على الأرجح ، لا تقلق لقد قصدتك " .

رفع حاجبهُ بتعبيرٍ حاذِق " بالمُختصر تُرِيدينَ إخباري بشيءٍ ما خِلسةً أثناءَ غيابه ؟ يالِجُرأتِك ! " .

" هل تماديتُ للتوِّ في حينِ أنَّك لم تتمادَى عندما طلبتَ مِنِّي أن أُوَلِّيكَ مهمَّتي دونَ أن يعلمَ تايهيونغ ؟ على كُلٍّ انتَ لن تُعلِمَ صديقك المُحبب بما سيدور بيننا الآن .. اعتبرهُ دَينًا " ، أنهت مِيني مُوجِزَةً

نبسَ قبل أن يشرع بتناول طعامه " ليس وكأنني مُتعاطِفٌ معه بِخلافِك ، كلاكُما مغضوبٌ عليه " .

قُطبَانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن