42

14 2 25
                                    

انخرط جونغ ان في تلك الساحةِ المكتظة .. حيث يجتمع الناس على مشاهدة الألعاب النارية تحت سماء القرية ، أمسك بيد ليريو التي تسيرُ خلفه عنوةً ليخلصها من الزحام ، لأنها أصغر منه و قد تضيع بسهولةٍ كما يزعم ..

دخلا لمقهًى قريبٍ بينما يتذمر حولَ أحاديثها غير المحببة والتي تبدو غريبةً للأطوار بالنسبة له ، في حين أن ليريو أخذت دور المستمع الجيد ولم تبادر بأي مداخلة " تشعرين كما لو أنك أصبحتِ أمًا تتسكع مع طفلها ؟ لقد هرمتُ من هذه الأوصاف .. كم تبلغين من العمر أصلًا ؟ ثلاثةً وعشرين ؟ " .

" كم عمرك أنت ؟ " ، ضيقت عينيها بينما تكبح ابتسامتها المتهكمة ، كأنما تتحدى طفلًا .

" إحزري ؟ " ، قال متداركًا لسانهُ الذي كاد أن يجيب على سؤالها ويفوّت متعةَ إلقاء الحزّورة .

همهمت بحيرة " ربما .. ستةٌ وعشرون ؟ " .

امتدت احدى زاوايتي شفتيه بابتسامةٍ منتصرة " بعدَ أن منحتني عامًا إضافيًا ، هل مازلتِ تعتقدين أنه باستطاعتك تحويل عقد التبني لعائلة جيون ؟ طريفٌ حقًا " .

وضعت ليريو يدها على جبينها باستسلامٍ ، لقد شعرت كما لو أنها ارتكبت خطأً فادحًا بالنسبة لراشدة لأنها استخدمت كنايةً في الظرف الخطأ " لقد قُلتها جزافًا جونغ ان .. دعنا لا نقامر في الحديث حول أمورٍ حساسةٍ كهذه " ، نبست رجاءً غير مستسيغةً جُرأته في الحوار بينما تستقر على مقعدها .

" لا تقلقي أنا متصالحٌ مع الأمر .. " ، نبس مُطَمْئِنًا لها بينما يجلس على الجانب الاخر من المائدة ، ثم استذكر " بالمناسبة أنت و ابنة السيد يون تتحدثان بنفس الطريقة .. اوه أنتما تملكان نفس حروف الاسم الأخير ايضًا .. باستثناءِ الحرف الاول لاسمك " ، استرسل بعشوائية واضحة مما جعله يعقِّب على عشوائيته ببديهيةٍ ونباهة " ليريو أنتِ تفقدينني صوابي " .

" أنتَ مذهل حقًا .. لتوّي ألاحِظ تشابه اسمينا " ، ليريو باندماج .

قبل أن تقتطعها هدنة من الاستيعاب " أنت تعرف/ين يون بيل ؟ " ، نبس كلاهما بتفاجؤ .

أومأ جونغ ان مباشرةً " لقد حضَرت اليوم مع ابن خالتي للمنزل .. لقد كنا معًا قبل مجيئي " .

وضعت كفيها في جيوبِ معطفها ، تزفر بكللٍ من مراجعةِ سجل علاقتهما " هي زميلة أخي منذ الإعدادية .. الآن نحنُ مقرَّبتين " ، قبل أن تستذكر ما حصل بينهما " نسبيًا ...؟ " .

" يبدو ذلك مثل الديجافو .. كم مرةً قد تحصل مثل هذه المصادفات للمرء ؟ " ، نبس جونغ ان بهزلية ، قبل أن ينظر نحوها باستمتاع ، فور مباشرتها بالضحك إزاء ما قاله " اعتدتُ على أن العالم يكبرني بكثير .. لكن عندما يتعلّقُ الأمرُ بمثل هذه الصدف أجد أنه أصغرُ مما يبدو عليه " ، عبَّر بنبرةٍ ساخرة .

التفتت نحوه كأنما اجتذب أذنيها بما قاله ، لينظر لعينيها هو الآخر لهُدنةٍ قبل أن يشيح ناظريه ، مطلقًا تنهيدةً خافتة " بالمناسبة لقد ضحَّيتُ برقصةٍ على أغنيتي المفضَّلة في سبيلِ إنقاذك .. " ، حوَّرَ منتقلًا لموضوعٍ آخر .

رفعت حاجبيها بتفاجؤ قبل أن تفرِّقَ شفتيها ضاحِكةً " هل تقايض اغنيتك بقصتي التي سترمي بي الى الهاوية ؟ " .

" لا اقصد هذا .. " ، ضحكَ جونغ ان معها بتزامن .

ليريو مهمهمةً " ألم تعد ترغب بسماعها ؟ " .

فغر فاه مضيقًا عينيه مُدرِكًا " اوه ذلك ما تتمنينه ؟ " .

" إذًا ماذا ؟ " .

" انسي الأمر " .

" هذا اسلوب شرطي يحاول رمي طعم للمتهم " ، تنهدت بكلل .

" أنا المتهم ولا شك " ، نبس متذمِّرًا لتضحك " لقد جفّّ حلقي من كثرةِ الكلامِ ، وإزاء استدراجكِ المزمن لي ، أنتِ لم تنبسي ببنتِ شفه بعد .. " .

" قبل حوالي عشرون عامًا .. كان والدي ضابطًا في سرايا القصر .. " ، ارتجلت بشكل مفاجئ و اقتطعت حديثه بصوتها الهادئ ليعيرها انتباهًا " لم أرغب بالكشفِ عن أوراقي بادئًا وقبل أن استمع إلى قصةَ فِقدانِكَ لوالديك .. تلك كانت كافية لأن استمر في الصَّمت .. تستطيع ان تفهم " .

" لا تفعلي هذا رجاءً .. لقد أتيت هنا من أجلِكِ " ، فغر فاه بوجهٍ مدله بينما صمتت ناظرةً إليه بتردد ، اردف متسائلًا " ما اسمُ والدك ؟ " .

" الرائد تشول .. جيون تشول .. ألا يبدو لك الاسمُ مألوفًا ؟ " .


قُطبَانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن