14

98 7 127
                                    

***
أدارت ظهرها نحوه بدرامية .. كي لا يتسنَّى لهُ النَّظرَ إلى وجهها الباكي ..
هذا روتيني للغاية .. لطالما كانت تفعل ذلك أمامه !
لكن الأظرفُ من هذا .. هو عندما تتوقع أنك لن ترى هذا المشهد المعتاد مجدَّدًا ..

حسنًا ما كان ذلك ؟ هذا الأسلوب مألوف أيضًا ..
إنه مُفضَّلٌ للغاية بالنسبة لأحدهم ! لطالما كان يضيفُ مِثل هذه التعليقات الساخرة بهذا الأسلوب المُتهكِّم قبل أن يُلحِقها بابتسامةً سوداوية .

" أُوبس .. لطيفتي ليلي لن تودِّعني حتى هذه المرة ! ألن يحطم هذا قلبيَ المسكين ؟ " ، قالَ يُمَثِّلُ الحُزنَ في صوتهِ بينما يُراقِبُها من خِلَالِ نافِذَةِ القِطار .

ما إن سَمِعَت صوتهُ حتى اعتصرت دمية الدب الوردية بين ذراعيها تكبح بها صوتَ البُكاءِ الذي يكادُ يتغلغلُ في أحشائِها

ليُسمَعَ أنينها الضئيل الواهنُ الذي أدمى قلبَ سامِعه على متن القطار ..

نطقَ الاصغرُ بجانبها في همسٍ مسمُوعٍ نحوَ صاحِبِ نافِذةِ القِطار ذاك بينما تدلَّت دُمية الدُّب ذات اللون البني من يده الصغيرة " أبي .. إن ليريو تبكي .. " .

ليسَ وكأنه يجهلُ ذلك لكنه اظهرَ تعبيرًا مندهشًا بينما هَمَسَ نحوه هو الأخر " حقًًا !! هل حصل شيء ما ! " .

قُطبَانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن