لشخصٍ مُشتعلٍ كانت الأسئلةُ المبتورةُ تُغيضني و تستفِزُ هدوئي ، يمزقُ الجهلُ حُشاشتي ولا أحتمله مهما حاولت..
لكنني حالما قابلتك ، افتقدتُ هذا الإشتعال والثوران..
تجسدَت الأسئلةُ على هيئتك الضئيلة ، ومهما حاولتُ أن أقرأ ... أن أقرأُك.. حتى يُشيحُني و...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
...
عابرٌ ، أن تكون عابرًا بأبدية ... لا مكان للمكوث ، لا بقعةَ رسوٍّ دائمة
لا أرض أبديةً تحتوي أجسادها ، لأنهُ لا أمان بنا
فنحنُ نغتربُ دومًا حتى في أبسط الأشياء ، نحنُ نعبرُها بسهولةٍ وصُعوبة ، فالعُبور خليةٌ تكمنُ فينا ، فإن لم نرضى بها فسيزرعُها القدرُ بنا ، أو بمن حولِنا
هذهِ هي الحياة ، عبورٌ دائمٌ ممزوجٌ بأناسيّ مخدوشةً ، تنزفُ لهفة العيش وتقذفُ رغبة الموت
هكذا نحن ، ولن يُغيرَ طبعُنا شيئًا
حدقتُ برماديةِ الغيمِ من خلفِ زجاجِ القطار ، ورغُم كُل هذا الليلِ العتيدِ إلا أنها كانت ترتديّ هيبتها الرمادية ، تعزفُ لحن قلبي فأقطبُ حاجبيّ كُلما تذكرتُ أنها ستُنذر بكاءً قريبًا ، أكرهُ نحيبها ، فهو ما يزعزعُ روحي خوفًا لا حُزنًا
مشطتُ بنظريّ المكان الهادئ إلا من أحاديثَ خافتَةٍ وصوتُ سيرِ القطارِ المُزعج ، نظرتُ للمكان الفارغ بجانبي فأبي تأخر ، هل يصنع الطعام مثلًا؟ ، فقط عليهِ أن يشتريهِ ويأتي!
تنهدتُ بتعبٍ ، فـ مع كُل إلحاحي عليهِ بأن يجلس ويرتاح ، ويأخذ قسطًا مِن الراحةِ على الأقل إلا أنهُ رفض ذلك ، حتى أنه رفض أن أجلب هذا العشاء المتأخر لنا! ، كُله من فخر الأباء ذاك الذي يرتديه
" أعلمبأننيتأخرت "
- " وجدًا! ،هلكنتتصنعه؟ "
لكمني بخفةٍ على رأسي وأنا أخذتُ أمسدهُ بمبالغةٍ كيّ يعتذر ، ونعم أنا أطلبُ المستحيل
وضع بجحري الشطيرةَ المعلبةَ وعصير البرتقال ، هممتُ بحملها ناويًا الشروع بالأكل وأبي أنزل الكيس الذي لازال يحوي بعض الأطعمةِ الزائدةِ كعادةٍ لديهِ في شراء الزياده ، ليس طبعًا تبذيريًا بل من بابِ الاحتياط