23

1.2K 138 110
                                    


اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


...




عابرٌ ، أن تكون عابرًا بأبدية ... لا مكان للمكوث ، لا بقعةَ رسوٍّ دائمة

لا أرض أبديةً تحتوي أجسادها ، لأنهُ لا أمان بنا

فنحنُ نغتربُ دومًا حتى في أبسط الأشياء ، نحنُ نعبرُها بسهولةٍ وصُعوبة ، فالعُبور خليةٌ تكمنُ فينا ، فإن لم نرضى بها فسيزرعُها القدرُ بنا ، أو بمن حولِنا

هذهِ هي الحياة ، عبورٌ دائمٌ ممزوجٌ بأناسيّ مخدوشةً ، تنزفُ لهفة العيش وتقذفُ رغبة الموت

هكذا نحن ، ولن يُغيرَ طبعُنا شيئًا


حدقتُ برماديةِ الغيمِ من خلفِ زجاجِ القطار ، ورغُم كُل هذا الليلِ العتيدِ إلا أنها كانت ترتديّ هيبتها الرمادية ، تعزفُ لحن قلبي فأقطبُ حاجبيّ كُلما تذكرتُ أنها ستُنذر بكاءً قريبًا ، أكرهُ نحيبها ، فهو ما يزعزعُ روحي خوفًا لا حُزنًا

مشطتُ بنظريّ المكان الهادئ إلا من أحاديثَ خافتَةٍ وصوتُ سيرِ القطارِ المُزعج ، نظرتُ للمكان الفارغ بجانبي فأبي تأخر ، هل يصنع الطعام مثلًا؟ ، فقط عليهِ أن يشتريهِ ويأتي!

تنهدتُ بتعبٍ ، فـ مع كُل إلحاحي عليهِ بأن يجلس ويرتاح ، ويأخذ قسطًا مِن الراحةِ على الأقل إلا أنهُ رفض ذلك ، حتى أنه رفض أن أجلب هذا العشاء المتأخر لنا! ، كُله من فخر الأباء ذاك الذي يرتديه

" أعلم بأنني تأخرت "

- " وجدًا! ، هل كنت تصنعه؟ "

لكمني بخفةٍ على رأسي وأنا أخذتُ أمسدهُ بمبالغةٍ كيّ يعتذر ، ونعم أنا أطلبُ المستحيل

وضع بجحري الشطيرةَ المعلبةَ وعصير البرتقال ، هممتُ بحملها ناويًا الشروع بالأكل وأبي أنزل الكيس الذي لازال يحوي بعض الأطعمةِ الزائدةِ كعادةٍ لديهِ في شراء الزياده ، ليس طبعًا تبذيريًا بل من بابِ الاحتياط

كَاڤاسْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن