34

1K 121 78
                                    



يب ، دبل أوبديت~


...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


...



برد...

والمزيدُ مِن البرد يأكُل عظامي

طبطبتُ على ذراعاي علّي أخفف وقعَ هذا البردِ ، ولمستُ بيديّ جلديَ المكشوف والعاريّ من قماشٍ يُدفّئه

تفاجئتُ من ذلك مذعورًا

لما لا شيءَ يُدفئني؟ ، أين معطفي الأسودُ والذي كان عليّ قبل قليل؟

نظرتُ لجسدي ، وكنتُ مُرتديًا سروالًا صيفيًا كنتُ أرتديهِ عندما كنتُ بالعاشره ، والغريبُ أنهُ بحجمي...

وقميصٌ بلا أكمامٍ كان ما يُغطي جزئي العُلوي

قطبتُ حاجبيّ ، فالوضعُ غريبٌ جدًا والبردُ يزداد ، وشعورٍ موحِشٍ تسللَ إليّ برويةٍ ينهشُ دفاعاتي ؛ حالما اِستوعبتُ المكان الذي كُنتُ فيه ، أرضُ بيتنا القديم ؟ ، ولكن أين منزلُنا من كُل ذلك...

أخذتُ ألتفتُ في كُل اتجاهٍ علّي ألمحُ ولو شيئًا مألوفًا في هذا المكانِ الغريب لقلبي ، عن جزءٍ ينقذني من هذه الغرابة

حتى وجدتُ ظلّا بعيدًا خلف الأشجارِ المُظلمَةِ هناك

يتبددُ ويتوضّح ، رويدًا بين هذانِ ، وحالما شعرتُ بالنورِ يجتاحهُ ببقعتهِ البعيدةِ عني حتى حركتُ قدميّ المتيبِستيّنِ من البرودة

فـ ركضتُ هاربًا من هذا المكانِ البارد ، متوجهًا للظل أمامي

وتوقفتُ موسعًا عينيّ حتى شعرتُ بأنهما سيخرجانِ لهولِ هذه الصدمةِ التي زلزلت لي روحي ، فقلبي قد قرصني ، والصدمةُ تقضِمُ أطرافهُ هربًا من ذاتها تحثُ وعيي لكيّ يصرُخ...

خيطُ غسيلٍ ، وسلةُ غسيلٍ على الأرض ، وأمي ببياضِ ملمحهِا ورِقته ، وشعرُها الناعمُ المُنسدلُ خلفَ ظهرها ، تُهمهمُ بأغنيةِ الربيعِ الحزينةِ ، والتي كرِهتُ سماعها طوال هذه السنينِ العجافِ منها

كَاڤاسْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن