لشخصٍ مُشتعلٍ كانت الأسئلةُ المبتورةُ تُغيضني و تستفِزُ هدوئي ، يمزقُ الجهلُ حُشاشتي ولا أحتمله مهما حاولت..
لكنني حالما قابلتك ، افتقدتُ هذا الإشتعال والثوران..
تجسدَت الأسئلةُ على هيئتك الضئيلة ، ومهما حاولتُ أن أقرأ ... أن أقرأُك.. حتى يُشيحُني و...
قطبتُ حاجبيّ ، فالوضعُ غريبٌ جدًا والبردُ يزداد ، وشعورٍ موحِشٍ تسللَ إليّ برويةٍ ينهشُ دفاعاتي ؛ حالما اِستوعبتُ المكان الذي كُنتُ فيه ، أرضُ بيتنا القديم ؟ ، ولكن أين منزلُنا من كُل ذلك...
أخذتُ ألتفتُ في كُل اتجاهٍ علّي ألمحُ ولو شيئًا مألوفًا في هذا المكانِ الغريب لقلبي ، عن جزءٍ ينقذني من هذه الغرابة
حتى وجدتُ ظلّا بعيدًا خلف الأشجارِ المُظلمَةِ هناك
يتبددُ ويتوضّح ، رويدًا بين هذانِ ، وحالما شعرتُ بالنورِ يجتاحهُ ببقعتهِ البعيدةِ عني حتى حركتُ قدميّ المتيبِستيّنِ من البرودة
فـ ركضتُ هاربًا من هذا المكانِ البارد ، متوجهًا للظل أمامي
وتوقفتُ موسعًا عينيّ حتى شعرتُ بأنهما سيخرجانِ لهولِ هذه الصدمةِ التي زلزلت لي روحي ، فقلبي قد قرصني ، والصدمةُ تقضِمُ أطرافهُ هربًا من ذاتها تحثُ وعيي لكيّ يصرُخ...
خيطُ غسيلٍ ، وسلةُ غسيلٍ على الأرض ، وأمي ببياضِ ملمحهِا ورِقته ، وشعرُها الناعمُ المُنسدلُ خلفَ ظهرها ، تُهمهمُ بأغنيةِ الربيعِ الحزينةِ ، والتي كرِهتُ سماعها طوال هذه السنينِ العجافِ منها