لشخصٍ مُشتعلٍ كانت الأسئلةُ المبتورةُ تُغيضني و تستفِزُ هدوئي ، يمزقُ الجهلُ حُشاشتي ولا أحتمله مهما حاولت..
لكنني حالما قابلتك ، افتقدتُ هذا الإشتعال والثوران..
تجسدَت الأسئلةُ على هيئتك الضئيلة ، ومهما حاولتُ أن أقرأ ... أن أقرأُك.. حتى يُشيحُني و...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
...
الخفةُ بديعة, أن تكون الأيام خِفَاف , أن نكون أوراقَ هذا الخريف الباهت , تُحركنا الرياح بما لا نشتهي ... لكننا مُذعنون , غارقون في لذة هذه الخفة , وكم بدا شعورًا وديعًا بأن تحملك الرياح وثقلك وودت لو أصبح رياحًا , أسير خفيفًا حتى أموت , رشيقةٌ روحي ولا يستطيع أن يثقلها شيء , لأنني لا أرسو
ولكنني أعلم أنني لن أكون رياحًا وديعةً , بل أعصارٌ يولد أعاصير , يسير هشيمًا لا خفيفًا , ثقيلًا ثقيلًا ... أسودًا يثير الخراب , أعصارٌ أبديٌ لا يموت , بل يكبُر حتى يبني له حطامًا , و يسكن هذا الخراب
يسكنه كمدينةٍ أسيرة تبناها هو , تبناها دون أذنٍ منها , فأصبح يعود أليها في كل مره , في كل حقبة ... حتى الأبدية
لذلك أود أن أعود ورقًة فقط و حتى لا أثقُل مِن أي شيء
دسست الورقة بجيبي مبتسما بخفة , أشعر بالخِفةِ هذه الأيام , فحتى غُروب الشمس الذي يصطدم بوجهي الآن أجدهُ مُريحًا رغم أنني أكرهه , رغم شديد حزنه في عينيّ ...
لتوي أنهيت قراءة رسالة هاري الثالثة منذ أن بدأنا , مرت خمسُ أيامٍ خِفاف , لا أقابل عمتي رغم رؤيتي لشيطانيها الصامتين , أعملُ بمكاني بعد موافقةِ والدي التي لم تكُد أن تَتِم ألا على سبيل خروج روحي ...
أخيرًا أستقرارُ حالي , فأنا حددت لي مدرسةً بالفعل , سأبدأ فيها عامي الثاني من الثانوية بعد غدٍ
بعد الكثير والكثير من الترتيبات , سأدرس أنا وهاري بمدرسةٍ واحده , فأحدُ الخيارات التي أراني أياها والدي هي ذاتها مدرسته , وبدا لي شديد الإلحاح لمّا أخبرته بأنني محتارٌ بأيهما أختار
وكان طلبه الأول مني , الأول مذ أن عرفته حينما كتب كلماته وحماسه يتقاطر على عيناي بـ