31

1.1K 136 77
                                    



...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

...



لطالما آمنتُ بفكرةٍ خبيثةٍ رُغم وجعِها ، إلا أنها شيءٌ مِن إيماني ، مِن صميمِ مُعتقداتي ، ولو فكر بها هذا الجمعُ الوفيرُ من البشر ، لأصابهُ الإدراكُ بصدمةٍ تجعلهُ فاقدًا لحركته ، مُنشلًا من الحقيقة ، ياللقوة ...

ماتفعلهُ بنا الحياةُ ، وفكرتي...
هي... ، بأن هذا العالمَ شديدُ الهشاشةِ على واطئيهِ ، وشديدٌ عليهم ، رُغم هشاشته ، إلا أنهُ وحشٌ بفأسٍ لا يرحم ، قاسٍ مع مُدركيه ، فقط!

كرهتُ هذه الفكرة ، ولكنني آمنت بها ، وتذكرتُها اليوم ...

حالما رأيتُ هذا الحزن العظيمَ الذي حطم أرض الآمانِ التي بنيناها معًا ، كسّرَ مجاديفَ الأمانيِّ التي رتبتُها في ناصيتي لمواجهةِ الحياة

مكبُ النجومِ الذي غدا بحرًا ميتًا منه ، ميتًا مني ، فالتهم مابقي من رذاذي...

حالما لمحتُ الحزن في عيناه ، ومضت بذهني فكرةُ هشاشةِ هذا العالم ، بكيف أن العالم قد اهتز بي ، بفكرةٍ مُخيفةٍ ممزوجةٍ بالجهلِ ؛ عن ما يبطنهُ -هاري- بدواخلِه

ليس خوفًا منه ، بل خوفًا عليهِ ، على هشاشةِ ما تحمِلهُ هذه الروحُ المجروحه ، والتي آمنتُ أنني سأحميها حقًا ، لكن حزني الشديدُ يُعيقني

ماذا لو لم أستطع حمايته ، إنقاذه ، ماذا لو؟...

تعبتُ من تساؤلاتي ، والتفكيرُ آكلَ مابقيَّ مني ، لم يبقى شيء! ، ماذا بقي أصلًا؟

حاولتُ فيه ، أردتُ مساعدته ، ولازِلت!
فقط أن أحمل نصف همهِ فلا يغرقُ بهِ ، لكنهُ يغرقُ بهذا البحرِ بصمتٍ ، وأنا أراقبهُ بتعب ، ولا تُسعفني كلماتي ، ولا غضبي منه ، و الذي يخرجُ من دون حولٍ مني...

وتذكرتُ حُلمي آنذاك قبل فترةٍ ، عندما كنتُ جمهورًا صامتًا لبكائهِ ، وأعتصر قلبي السقمُ حالما أدركتهُ الآن.


وقفتُ أمام بابِ غُرفته أنتظرُه متنهدًا بتعبٍ ، بتعبٍ شديد

هروبهُ قد أفزعني ، بل زعزع آخر ذرةِ آملٍ عندي ...

كَاڤاسْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن