...أسقطتُ كأس الماءِ الذي كنتُ احملهُ على الأرضية الخشبيةِ عمدًا
وكأنني أُخفف مِن غَضبٍ عظيمٍ يستحلُ كيانِي التالف ، وبغضبي ... تتفتتُّ جُدرانُ دواخِلي ، تشتدُ أربطةُ ثباتي ، تتمزقُ رويدًا رويدًا ، حتى تغدو خيوطًا ضئيلةً ، تلتحمُ خوفًا مِن الفراق
أحسستُ بحرارةٍ تلتهبُ عيناي
ليست دموعًا تحاولُ الخروج ، بل شِدةُ غضبي الكارثيّ .
لامُباليًّا كنتُ ولازلت
ولكنّ الشيء الوحيد الشعوريَّ والذي أَفقد تَبلدي فيه هو هذه النقطةُ ..
حملقتُّ بهِ بغضبٍ ، هذا الذي يُشاطرني تناسخَ الحال
مرآتهُ التي من صِلبه ، شَبيههُ وإن اِعترض...كان كل مايحدث أمامها ، أمام الدخيلةِ التي لم ولن ءَألفها ، ولأول مرةٍ تشهد هكذا نزاعٍ قوي ، وليس ايُّ نزاع ، فلقد كان الأول مِن نوعه ... النوعُّ المُحتدم
حاولتُ تمالُكَ نفسي ، على الأقل فيما سأنطق
نطقتُ بصوتٍ عالٍ ولأولِ مرةٍ في وجهه ، وجهُ والدي الذي لايقلُ عن غضبي
'لا تتصرف وكأنك تفهمني ، فلطالما تحملّتُ تصرفاتك ، تحملتها كوالدٍ لي! '
وكان آخر ما لمحتهُ نظرتهُ الغاضبة ، والتي احتضنت كسرها داخلَ مُقَلهِ السوداءِ المهيبة ، مخفيةً إياهُ عن العالمين...
أغلقتُ باب المَنزلِ خلفي وبقوةٍ طبعًا ، فأنا غاضب !
لطالما كُنتُ محبًا لذاتي ، نرجسيًا بطبعي ، ولكن هذه البؤرة بالتحديد ، كانت الأسوأ فيّ ، وأجل... أنا مقتنعٌ تمامًا
على الأقلِ كان كبتِي لها بسببه ، لحمايتهِ منها ، من مشاعريّ المتدفقة ..
أنت تقرأ
كَاڤاسْ
Mystery / Thrillerلشخصٍ مُشتعلٍ كانت الأسئلةُ المبتورةُ تُغيضني و تستفِزُ هدوئي ، يمزقُ الجهلُ حُشاشتي ولا أحتمله مهما حاولت.. لكنني حالما قابلتك ، افتقدتُ هذا الإشتعال والثوران.. تجسدَت الأسئلةُ على هيئتك الضئيلة ، ومهما حاولتُ أن أقرأ ... أن أقرأُك.. حتى يُشيحُني و...