8

1.8K 234 155
                                    


اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.



...

أسقطتُ كأس الماءِ الذي كنتُ احملهُ على الأرضية الخشبيةِ عمدًا

وكأنني أُخفف مِن غَضبٍ عظيمٍ يستحلُ كيانِي التالف ، وبغضبي ... تتفتتُّ جُدرانُ دواخِلي ، تشتدُ أربطةُ ثباتي ، تتمزقُ رويدًا رويدًا ، حتى تغدو خيوطًا ضئيلةً ، تلتحمُ خوفًا مِن الفراق


أحسستُ بحرارةٍ تلتهبُ عيناي

ليست دموعًا تحاولُ الخروج ، بل شِدةُ غضبي الكارثيّ .

لامُباليًّا كنتُ ولازلت

ولكنّ الشيء الوحيد الشعوريَّ والذي أَفقد تَبلدي فيه هو هذه النقطةُ ..

حملقتُّ بهِ بغضبٍ ، هذا الذي يُشاطرني تناسخَ الحال
مرآتهُ التي من صِلبه ، شَبيههُ وإن اِعترض...

كان كل مايحدث أمامها ، أمام الدخيلةِ التي لم ولن ءَألفها ، ولأول مرةٍ تشهد هكذا نزاعٍ قوي ، وليس ايُّ نزاع ، فلقد كان الأول مِن نوعه ... النوعُّ المُحتدم

حاولتُ تمالُكَ نفسي ، على الأقل فيما سأنطق

نطقتُ بصوتٍ عالٍ ولأولِ مرةٍ في وجهه ، وجهُ والدي الذي لايقلُ عن غضبي

'لا تتصرف وكأنك تفهمني ، فلطالما تحملّتُ تصرفاتك ، تحملتها كوالدٍ لي! '

وكان آخر ما لمحتهُ نظرتهُ الغاضبة ، والتي احتضنت كسرها داخلَ مُقَلهِ السوداءِ المهيبة ، مخفيةً إياهُ عن العالمين...

أغلقتُ باب المَنزلِ خلفي وبقوةٍ طبعًا ، فأنا غاضب !


لطالما كُنتُ محبًا لذاتي ، نرجسيًا بطبعي ، ولكن هذه البؤرة بالتحديد ، كانت الأسوأ فيّ ، وأجل... أنا مقتنعٌ تمامًا

على الأقلِ كان كبتِي لها بسببه ، لحمايتهِ منها ، من مشاعريّ المتدفقة ..

كَاڤاسْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن