...' لقد عدت...'
نطقتُها بكلِ معانٍ ومعاييرٍ للثقلِ ، بعد إغلاقي لباب الخروج ، مانعًا شمسَ الخريفِ المُتقَلِّبَةِ مِن اللحاقِ بي ...
كان يومًا مُتعِبًا ، ثلاثُ كيلومتراتٍ أسيرُها ذهابًا وإيابًا بعيدًا عن بلدتنا السقيمةِ وصولًا للمدرسةِ ؛ الجحيمُ بعينه! .. كان الأسوأ على الإطلاق...
على الرغمِ من أنها بدأت منذ شهرين ، إلا أنني لم أعتد ، والغريبُ بالأمر أنني بدأتُ مرحلةً جديدة أي من المفترضِ أن تكونَ بدايةً جديدًة وروتينًا جديدًا كما البشرُ الطبيعين ، إلا أنني لا أريد ..
أن افتتح مرحلتي الثانوية وهنا؟ أمرٌ ممل ... كما قرارُ وجودِ المدرسة بالأساس.
بدلتُ قميصي لقميصٍ واسعٍ آخرَ ، خاصتي الأحمرُ المفضل ! ، وألقيتُ بأغراضي على الأرضِ مزيحًا إياها بقدمي عن الطريق وصولًا للجدار
أجل هكذا الغرفةُ نظيفة ، بالنسبةِ لي طبعًا ، الترتيب ليس بالعمومِ نظافةٌ ، فهناك من يرتبون أغراضهم المتسخة ، ويصبحُ الأمرُ ترتيبٌ مُتسخ
المعادلةُ بسيطة ، أغراضي نظيفة ، وسقوطها وانتشارها على الأرضِ تعبيرٌ لـ 'فوضى النظافة'
وليس كُل فوضىً تعني قذاره ، حقًا ! ، الأمرُ فقط يحتاجُ إلى التدقيق ، وعدم تسميتهم لمفاهيمٍ لا تُعنى بمفاهيمها الحقيقة.
اتجهتُ لسريري ومقابلًا إياهُ بظهري ، أخذتُ نفسًا عميقًا ومن ثم أسقطتُ نفسي عليهِ ... و آهٍ .. ياللَراحة...
أنا في النعيم!
أخذتُ احتضنُ اللحاف والذي بالأساسِ ليس مرتبًا ، وأحشرُ وجهي بوسادتي الأثيريةِ وسعادةٌ أخذت تُداعبني حالما شممتُ رائحةَ مُعطر الأفرشةِ بنكهةِ النرجس..
أتمنى لو أبقى ميتًا خالدًا في سريري دون إزعاج ، نائمًا حتى الأبدية!
أنت تقرأ
كَاڤاسْ
Mystery / Thrillerلشخصٍ مُشتعلٍ كانت الأسئلةُ المبتورةُ تُغيضني و تستفِزُ هدوئي ، يمزقُ الجهلُ حُشاشتي ولا أحتمله مهما حاولت.. لكنني حالما قابلتك ، افتقدتُ هذا الإشتعال والثوران.. تجسدَت الأسئلةُ على هيئتك الضئيلة ، ومهما حاولتُ أن أقرأ ... أن أقرأُك.. حتى يُشيحُني و...