لشخصٍ مُشتعلٍ كانت الأسئلةُ المبتورةُ تُغيضني و تستفِزُ هدوئي ، يمزقُ الجهلُ حُشاشتي ولا أحتمله مهما حاولت..
لكنني حالما قابلتك ، افتقدتُ هذا الإشتعال والثوران..
تجسدَت الأسئلةُ على هيئتك الضئيلة ، ومهما حاولتُ أن أقرأ ... أن أقرأُك.. حتى يُشيحُني و...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
...
بدا وكأنني أعومُ في العدم ، أركضُ ولستُ بأركُض ، قدمايّ تحولا لريشٍ ، وما عُدتُ أتذكرُ هل كنتُ أتنفس أم لا ، كُنتُ بشريطٍ يتعثر ، بداخِل آلةِ تسجيلٍ معطوبة
ركضتُ كما لم أركُض من قبل بحياتي ، الكُل غادرني واستوعبتُ متأخرًا ولحقتُ بهم ، وتراءت نارٌ عظيمةٌ من بعيدٍ ... مكان منزلي... الذي لم يعد منزلي
فها هُو بيتُ ذكرياتي يحترقُ كما هو أيسري ، فالنيرانُ بصدري أشدُّ حرارةً مما أمامي
ابتلعتُ غصتي وخوفٌ عظيمٌ كبلني كما يفعلُ الدُخانُ ، وأحسستُ بي أرتعشُ مِن فرط الصدمة ، وتبعثر تركيزي حالما رأيتُ الجميع يُحاولون إيقاف تلكُم النيرانِ الجامحة ، شيءٌ هائلٌ قد أكل كُل شيء
لا أرى ملامح الأمانِ أبدًا ، ولا شيء يُرى بهِ أُلفه، كُل ما أمامي لهيبٌ ، النارُ قد أكلت الآمان هُنا وكُل شيءٍ حانٍ
هذا أقسى وأرعب مشهدٍ شهدتهُ في حياتي كُلها ، أرعب من صواعِق السماء المُرهِبة ، كانت نيرانًا شامخةً لا تُومض وتختفي كالبروق ، بل تتزايدُ صعودًا كما أحسستُ بروحي
أرتعش ، أرتجف ، أحتاجُ دفئًا ، أشعرُ ببردٍ شديدٍ وسط هذا الجحيم ، زمهريرٌ أكل عِظامي وقلبي ، ونهش مابقي صالحًا في عقلي
حاولتُ تحريك قدميّ شديدةَ التصلب ، أخذتُ دلو الماءِ أركضُ تجاه النهرِ ؛ أتهربُ من منزلي المُحترق خلف ظهري ، أتحاشاهُ ولا أودُ التصديق رُغم هذا الوضوح
حملتهُ وركضت ، ركضتُ بقوةٍ وصدري يرتفعُ وينزلُ بوحشيةٍ ، سكبتهُ على الحقل وكأنني لم أفعل أي شيء ، بل خُيّل لي أنني أزيدُ من هيجانها ، وهذا ما زاد ضعف يديّ وقدميّ
لا أستطيعُ الحراك ، مُقيدٌ أنا وهذا التشتتُ يأكُلُني قضمةً قضمة.
توقف الجميعُ بعد وصول الإطفاءِ المتأخر ، وصبيبُ المياهِ كبّل بصري وهو يخترقُ هذا السعير