30

1.2K 130 82
                                    



...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

...

أرضٌ بيضاءُ كأمنيةٍ قديمةٍ قد وجدُتُ قدميّ تعتليِهِما ، كانت الرياحُ شديدةً ، كنتُ أرتدي زيًا أبيضًا وكانت الرياحُ تُحركهُ بشدةٍ تُلامسُ جلدي وما تحته ، أمسكتُ بكفيّ شعري أرجعهُ للخلف أتيقنُ مما حولي ، والغيومُ البيضاءُ كانت ممزوجًة بالهواءِ تُداعبُ طولي وتحِفني ، خشيتُ مما أنا فيه ، كانت أرضًا خالية ، كنتُ وحيدًا جدًا فيها ، وقُبض قلبي من هذا الشُعور

شُعورُ وحدانية ، شُعور أنني أقفُ على أرضٍ غريبة ، آمنه ؛ ولكنها لا تُطبطبُ على روحي ، وحالما انقشعَ الضبابُ عني ، شهقتُ ملء قلبي لمّا تداركتُ مكاني ، غطيتُ فاهي بخوفٍ ، وكأنني سأوقظُ هذه القبور التي تحِفني ، أردتُ السير والهرب ، ولكن قدماي عالقة ، عالقةٌ بالتراب الأبيضِ تحتي

حاولتُ تحريكها ، ولم تخرج من مكانها ، صرختُ بهلعٍ وصوتي لم يخرج ، وكأنني للتو أدرك عدم إمتلاكي لصوتٍ يستنجد ، جلستُ أحدقُ بفزع ، وأحسستُ بأنني أنزلُ للأسفل ، حاولتُ التمسُك بشيءٍ ، ولا شيء يتواجد! ، لا حبلًا يُنقذُ شُتاتي

أغمضتُ عينيّ لمّا تسلل الظلامُ حولي وفتحتها بقوةٍ أشهقُ وأزفر ، وتوارى لي سقفُ غرفتي الغارقُ بأشعة الشمس ... بدا ألطف وأنعم عليّ من سقفِ أفكاري وحُلمي...

أبعدتُ يديّ التي كانت تستند على رأسي وتنهدتُ بتعب ، أتأملُ كل زاويةٍ من السقف ، وحالما أدركتُ بأنني كنتُ بحُلمٍ حتى شعرتُ برؤيتي تغدو ضبابًا ، شهقتُ بقوة ، وارتد صدري حالما تلتها أخرى ، دفنتُ وجهي باكيًا بلُحافي ... لقد كنتُ خائفًا ، كنت خائفًا جدًا ...

لا أشعرُ بالأمان ، هذا الحُلمُ قد زعزع آخر ذرةٍ مِن ثباتي ، شعرتُ لوهلةٍ كانت حقيقيةً بأنني أُدفن ، بأنني سأموتُ وما خلفي سوا غُبارُ عيشيَّ الحزين

سمعتُ صوت فتحِ البابِ وخطواتٌ أثيثةٌ على الأرضية الخشبيةِ فعلمتُ بأنهُ خالي سام

تصنعتُ النوم مخبئًا وجهي عنهُ ، فآخرُ فكرةٍ بائسةٍ هي أن يرى هذا الوجه الباكي في خُضم هذا الصباحِ المُشرق...

كَاڤاسْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن