33

1K 115 87
                                    


...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

...

الحُلم... الأحلام؟
كانت فكرةً تجنبتُها لفترةٍ طويلة ، حالما أخذ يغزو أركانيّ السواد ... آنها كنتُ طيرًا لم تُبتر أجنحتهُ ولم يُعيقهُ فكرةُ عدمِ استطاعةِ الطيران
بل كان رافضًا لفكرةِ التحليق ، ونمى في قفصِ صدرهِ مَقتٌ لهذه الحقيقة ، حقيقةُ تكوينه ، وظلّ يستلقي على الأرضِ طويلًا طويلًا ...

حتى تصطكُ عظامُهُ تُعانقُ الأرض ، يتحسس بُرودتها ، حتى تمنى أن لا لحمَ ولا ريشَ يكسيه ... وحالما استيقظ من غفلتهِ غزى صدرهُ خوفٌ قديم ، شعورٌ بالإدراك ، وهاهُو الآن ...

يُحدقُ بالزجاجِ ، يُحدقُ بالثلجِ تحديدًا ، الذي استراحَ برُحبٍ على حوافِ النافذةِ ، يُفكرُ بأحلامهِ ، بأشياءٍ لذيذةٍ ومريرةٍ تتشبثُ بإدراكه ونُضجِهِ ، و يبتسمُ بخفةٍ عندما استرجعَ لحظاتِ موتهِ قبلًا ...

تنهدتُ مستقيمًا ، ومُمددًا يديّ تاركًا التحديقَ وقاطعًا التفكيرَ الذي لا ينتهي ناويًا فعلَ روتيني كيّ أستقبلَ هذا اليومَ الأبيضَ الذي رُغمَ سُكونهِ و و وداعتهِ إلا أنهُ يبقى يومًا غامضًا كغيرهِ... وآهٍ لكثرةِ هذا التفكيرِ الذي لا ينتهي!

تنهدتُ مستعيدًا تركيزي ، فـ اليومَ قد اِستيقظتُ مُبكرًا ، هذا جديدٌ لكسولٍ مثلي ، لكن لندعها فاتحةَ خيرٍ رِبما؟

وأظنني سأستحمُ ، إستحمامٌ ساخنٌ وسطَ هطول ثلوجٍ ؟ هذا الأفضلَ .



أنهيتُ إرتداءَ زيي حاملًا معيّ معطفي الطويلَ الأسودَ على ساعدي ، وحذائيّ بيدي الأخرى

لمحتُ أرجاءَ المنزلَ الصامتةَ وعلمتُ أن والدي لم يستيقظ بعد و اجتاحتني نوبةُ إنتعاشٍ للمنظر الخافتِ من ضوءِ الشمس الذي آخذ ينسدلُ على أرجاء المكان

فأنزلتُ أغراضيّ على الأريكةِ هامًا بصنع الإفطار ، فالجوعُ قد أخذ حيزًا منّي

جهزتُ قهوتينِ واحدةٌ بالحليب وأخرى سوداء لأبي ، ولم أكن سأضعُ صحنَ البيضَ على الطاولةِ حتى شعرتُ ببللٍ أسفلَ قدمي

كَاڤاسْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن