27

1.2K 152 99
                                    



...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


...

هذا الكونُ الفسيحُ الذي يحمِلنا ثقيلٌ رُغم وُسْعِهِ ، رُغم ما تواريِهِ أفاقُهُ ، إلا أن من يحملُهم يُمكنهم أن يكونوا سببًا في كونهِ ضيقًا و خانقًا وسط كُل هذا الإنشراح

ثقيلونَ ، وبثقلهم هذا يُثقلون كاهله ، كاهل هذا الفسيحَ ، وينشرون الضيقَ على هيئةِ غماماتٍ تعتري الصدر ، يخنقونَ المُغتربين أمثالنا ، فنظلُّ بلا هوادة ، دائموا التفكيرِ بالرحيل ، بالاختفاءِ أو حتى بأن لا نشُعرَ بجبلِ السخطِ ، بأن نسكبهُ ونزيدَ الثِقلَ ثِقلًا

الكُلُ يُلقي بِحملهِ ويُكملَ طريقه ، إلا نحن ، إلايّ ، فأنا كومةُ الشعورِ المكبوت ، سوادُ جُرمٍ عنيفٍ يُذيبُ أحشاءَ ثباته ، ينفثُ نيرانهُ ؛ فلا تأكُلُ شيئًا ، بل تُذيب مخرجها وتؤذيه

أغمضتُ عينيّ بقوةٍ وأنا أحشرُ قطعةَ اللحمِ بفمي مخرجًا الشوكةَ بغضبٍ مكتوم ، كيف لا ومن أشاركُهم الطاولةَ غليظوا الطِباعِ و مُزعجون ، وأنا أعنيها بكل حرفٍ بِكلمة مزعجون

كمثل هذه اللحظةِ تحديدًا والآن ، كيف تهتزُ الطاولةُ لظرافةِ أطفالِها الذين يتشاجرون بخفوتٍ ويصطدمونَ بالطاولةِ العتيقةِ فيهتزُ ماعليها ويتضاربُ زجاجُ الأكوابِ بهمجية

قطبتُ حاجبيّ وقررتُ مشاركةَ عمتي ثقيلةُ الطبعِ تحديقاتها التي تخترقُ عظامي ، فالتنشغل بأطفالها وتَعتقني!

حدقتُ بها أقذفُ الأدب الغير موجودَ فيني عرض الحائط

وهي رفعت أحد حاجبيها بإستنكار ، حقًا؟

واهتزتِ الطاولةُ مرةً أخرى وأحسستُ ببرودةٍ أفزعت سكوني ، وإذا بكأسِ الماءِ مسكوبٌ على فخذي

حسنًا طفح كيلي منكم

ضربتُ الطاولةَ بقوةٍ بكفيّ وهما يُحدقانِ بي بفزع

" تبًا لكم! "

واستقمتُ مُغادرًا أدوسُ الزجاجَ بنعليّ مُتجاهلًا عن كونهِ سينغرسُ بأسفلِ الحذاءِ أو لا ، الأهمُ أنني حقًا حقًا لم أعد أحتملُ هذا الضيق

كَاڤاسْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن