38

1.7K 101 80
                                    



...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

...

عندما كنتُ صغيرًا جدًا ، قرأتُ كتابَ رسومٍ لنُظرائي ممن هُم في عُمري ..

قصةٌ عن طِفلٍ تائهٍ في حُلمِ أحدهم ، كان ضعيفًا وخائفًا وتائهًا ، يستنجدُ بصرير الرياح ، ويُلاعبُ خيوط الضوءِ ، ويبتسم لظله

حتى صادفَ رجُلًا بمزمارٍ ذو لحنٍ عذبٍ قد خطفَ كُل شعورٍ سيءٍ قد تملّكهُ في وحدته

فدلّهُ صوتُ المزمارِ على طريقِ الخروج ، وخرجَ من الحُلمِ وحيدًا وحزينًا بمزمارٍ في يده .

كانت تلك القصةُ حبيسةَ ذهني طوال الوقت ، قرأتها مراتٍ كثيرةٍ حتى حفظتها عن ظهر قلب ، وقبلها كان والداي يقرأنها لي

كنتُ مفتونًا بها ، ولم أعرف ما نُقطةُ الإفتتانِ التي جذبت عقلي الصغير حينها

لم تكن قصةً غير واضحة ، كانت تخاطيطها الغامضةُ تشد جزءً مني

وحالما كبرتُ و وعيتُ ... وتركتُ هوسي بتلك القصة ، حتى أدركتُ ان لي دورًا فيها ...

كنتُ ذلك المزمار ، نعم

لم أكن الطفلَ ولا الرجل ، بل المزمارُ في يدك .

لم أكن شخصًا جيدًا أنا مُدرك ، كنتُ غارقًا في عدم إدراكي لحقيقتي ؛ لأنني لم أبذل جُهدي لأي تحسينٍ أو ملاحظة

كنتُ غارقًا بسخطي من كُل شيءٍ حتى نفسي دائمةُ الغضب

شخصٌ دائمُ الغضب والسخط ، يتحدثُ بيده وفمهُ لاذع

لم أفكر أبدًا بالتغيير ، من سيغيرُ ذاته إن كانت تُعجبهُ رُغم كُرهه لها؟

كان أمرُ التغيير برمتهِ كبيرًا جدًا على أن يحتمله عقلي ، ولطالما نَفرتُ منه -عقلي- ، سيتملكني الإحساسُ بالتشتت حينها فوقًا على ما بي من تشتت

كَاڤاسْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن