Again

46 7 8
                                    







* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *



مَساء الثُّلاثاء|| العاشرة وسبعٍ وثلاثين دقيقة.

+

كَان هُوتارو قد أنهى مهام يومه واستقر بشقّه على السَّرير نِية تَفقد جدوله لمرةٍ أخيرةٍ قبل النَّوم، في حِين كانت الأخرى واقفةً أمام المِّرآة، تَضع مُرطبها اللَّيلي بعقلٍ شارد قَبل أنّ تتمكن من اللَّحاق به.

جُذب انتباهه برُؤيتها تَقف بصمتٍ على مقربةٍ من سريرهما، مُحدقةً بالفَراغ بهدوءٍ مُريب، بحاجبين مَعقودين، تَزمّ شفتيها بانزعاجٍ بالغ اثر ما يَنشغل به عقلها، مما دعاه ليَترك ما كان بين يديه، مُوليًا إياها جُلّ اهتمامه، فيُردف متحدثًا: ما الذِّي يَشغلكِ إيزومي؟

أخذت تتقدم بخطواتٍ سريعةٍ نحوه حتى استطاعت عِناقه، ليَنتج عن فِعلها سُقوط كليهما على الأغطية النَّاعمة أسفلهما، يَستقر رأسُها بين كَتفه وعُنقه، ويُسراها تَقبض جُزءًا من قَميصه، كَان هذا الفعل كَفيلًا بإضحاكه مُنذُ أنَّها لا تَفعلها إلا عندما تحتشد الفوضى بداخل عَقلها، مَدّ كَفه رافعًا الغِطاء على كِليهما، مُتبعًا ذلك بربته على رأسها، كإشارةٍ لها لتتحدث وتُعبر عمَّا يَشغلها، فتُجيبه قائلةً: ينتابني شُعورٌ سيء، لكنني لا أعرف مَصدره ولا بما يرتبط.

همهم كإجابةٍ أولى لمَ قالت، ليُتبع ذلك بقوله: ربما لأنَّكِ مُرتبكةٌ بشأنِّ الغد، لديك الكَثير من العمل وسيتم افتتاحه بعد انتهائكم مُباشرةً، ألا يبدون منطقيًا؟

أخفت وَجهها بصدره، مُتحاشيةً بذلك مُواجهته، لكن سُرعان ما أجابته حال شُعورها بكفّه تَربت على ظهرها مُجددًا: أتساءل أين ذَهبت كل تِلك البَهجة التِّي حملتها وأنا انتظر انتهاءه؟ هذا يُثير غَيظي.

يُجيبها: استرخي وتناسي الأمر، عندما تُشرق شَمس يومنا الجديد، سينجلي قَلقةِ مع انجلاء ظُلمة اللَّيل، لذا عَليكِ امتلاك طَاقةٍ كافية لاستقباله، ألا تعتقدين هذا؟

تهمهم كإجابةٍ له بعينين مُغمضتين، كما لو حاولت الاسترخاء بظل وجوده، مما جَعله يَعود للربت كما فَعل سابقًا، مُحاولًا بها أن تَهدأ وتنام، ليَنجح ذلك بعد قُرابة الخمس والأربعين دقيقة، يَتبعها هو بعدها بلحظاتٍ مَعدودة.

+

صباح الأربعاء|| الثَّامنة وسبعٍ وأربعين دقيقة.

كَان هوتارو قد وَصل برِفقة فتاته في وقتٍ أبكر مما اعتادا بعدما طَلبت منه ذلك لئلا تتخلف عن البَقية وتُكمل ما تَمَّ تأجيله في اليوم المَّاضي، مُتمنيًا لها أن تَحظى بالكَثير من المَّرح المُّنسيّ لأرق الأمس قبل سُلوك طَريقٍ مُختلف.

بهذه الأثناء، كَان الصَّخب يَنبعث من دَاخل المَّبنى كما لو أثار شيءٌ ما انتباه الطُّلاب على غَير العادة، دَافعًا إياه ورِفاقه لأخذ نَظرةٍ سَريعة، يُدركون من خِلالها ما إنّ شيئًا يَستحق كل هذا أم لا، لكن أكبرهم قد تَوقف مَكان حَال رُؤيته للطالبة الجَديدة مُحاطةً بعدة أشخاص، مُستدركًا من هذا أنَّها قد ما تَزال بذات الطَّبائع المُّزعجة، مما دعاه لَيسلك طَريقه باتجاه الخِزانات لترتيب أغراضه والاستعداد لدرسه الأول.

Two Sideحيث تعيش القصص. اكتشف الآن