* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
±وِجهة نَظر الكَاتِب.
قُرع جَرس الحِصة الأخيرة، مُعلنًا عن نِهاية يومٍ دِراسيٍ طَويل، والذِّي ظَلّ جَميعهم يَعدون الدَّقائق حتى يَنتهي، فكل ما يَرغبون به هو الاستلقاء والحُصول على ساعات راحةٍ مُتواصلة، فيَحصلوا على تمنياتٍ طَيبة من أستاذتهم أنّ يَحظوا بما يَتمنون بيوم عُطلتهم التَّابع، مِما كان لُطفًا مُقدرًا من الأصغر سِنًا...
بهذه اللَّحظة، كان هُوتارو يَقف قَريبًا من باب الصَّف أثناء مُحادثته لرِفاقه عَقب خُروج جَميع زُملاء صَفه، فلا يَتسبب بإعاقة سَير أحدهم في حال أراد الخُروج، والأصغر تَقف خَلفه مُسندةً رأسها على ظَهره اثر شُعورها بصداعٍ شَديد، كان مُعتادًا الحُدوث كلما مرت بمِثل هذه الحالات، تاركةً الأكبر يَشد على كفها كما يَشاء مُنذ أنَّه لم يَكن مُتقينًا من كونها قادرةً على التَّحمل لفترةٍ أطول، فيستأذنهم بالعَودة لئلا يُبقيها واقفةً هكذا وهيَ مُتعبة، مُخبرًا إياهم بالقُدوم إلى سَكنه ليَحظوا بوجبةٍ لذيذةٍ معًا ما دام الغَد عُطلةً تعويضيةً عن اليَوم...
أخذ يَتفقدها بين حِين وأخر أثناء سَيرهما بعدما كادت تَقع من دَرج المَّدرسة عند نزولهما، فيَشعر بالارتياح حال ولوجهما إلى مَسكنهما، فيَطلب منها الصُّعود وتبديل ثِيابها ريثما يَصنع شيئًا خفيفًا لها، فتُومئ بلا حِيلةٍ له، جارةً خُطواتها إلى الأعلى لفعل ما طلبه منها، فيتجه هو إلى المَّطبخ لتَنفيذ ما أراده، فيَجد مَسحوقًا سَريع التَّحضير، فيَكون الوَجبة المُّثلى لإعطائها إياها بمثل هذا الوقت، فرُغم كَونها مُشابهةً للمشروب الذِّي أعطاها إياه قبلًا، إلا أنَّها وَجبةٌ كاملة على هَيئة مَشروب، فيَسهل على جسدها امتصاصها والاستفادة منها...
سَمع بعد لحظات وَقع خَطواتها خَلفه، فيَضع الكأس أمامها بعدما أشار لها بالجُلوس، فتبدأ بالشُّرب ببطء اثر شُعورها بالتَّعب، فيتزامن ذلك مع التفاته لإخراج ما يحتاجه من مكونات لصُنع الغداء لهما ولرفاقهما القَادمين بعد وقت، فيَجدها قد وَضعت رأسها على الطَّاولة بعدما انتهت، فيُخاطبها بنبرةٍ لَينة: اذهبي للاستلقاء بصالة الجُلوس إيزومي، سيأتي البقية لمُساعدتي بعد قليل لذا لا عليكِ، سيكون كل شيءٍ على ما يُرام...
أجابته بنبرةٍ خافته: دَعني أقمّ بمُساعدتك بشيءٍ ما...
ربت على ظَهرها ما أنّ رأى تَعبيرها المُّحبط، مُزامنًا بذلك لحظة تَحدثه: لا عليكِ، أنا حقًا بخير، عليكِ الحُصول على المَّزيد من الرَّاحة، فلا يَزال جَسدكِ يَرتعش بعد المَّجهود الكَبير الذِّي بذلته مُقابل مُخزون طاقتكِ، إنّ احتجت شيئًا فسأخبركِ هذا وعد...