* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *±وِجهة نَظر الكَاتِب.
مَساء الجُمعة|| التَّاسِعة وواحدٍ وعِشرين دَقيقة.
كَان هُوتارو يَجلس بمُنتصف صَالة الجُلوس بِرفقة أصدقائه، مُواصلًا هَزّ قَدميه بنفاذ صَبر أثناء انتظاره لفتاته أنّ تَعود مُنذ أنَّها أخبرته بكونها ستذهب مع البقية للعمل في المَّكتبة كما طَلب المُّرشد الطُّلابي منهم، لكنه تَفاجأ بكونها بمُفردها ولَيس كما قالت، وذلك عن طَريق أحد المُّنظمين عندما قَصد مَعرفة إلى أيّ حدٍ وَصلوا، فيُجيبه بكون الجَميع قد رَفض بعنفٍ أمر إعادة التَّرتيب والبناء، بل كانوا قد وَصلوا إلى مَرحلة النَّدم لإقدامهم على فِعل الأمر في المَّقام الأول، ومن ثُمَّ قَص عليه أمر قُدوم إيزومي إليهم واقتراح فِكرة إعادة التَّرتيب بعدما تَكفلت الإدارة بإصلاح كل شيء ولم يَتبقى لهم إلا التَّفاصيل الخَارجية وإعادة فَرز الكُتب وتَرتيبها، لكنهم قابلوها بالصُّراخ والشِّجار معها لتفكيرها بفتح المَّوضوع معهم مُجددًا بعد الذِّي حدث، دافعين إياها بعيدًا عنهم ومن ثُمَّ استأنفوا مَسيرهم بطريقهم إلى مَنازلهم، دُون الاهتمام بمشاعرها ولا بالطَّريقة التِّي قاموا باستخدامها معها.
حال إشارة عَقارب السَّاعة إلى التَّاسِعة والنِّصف، استقام من مقعده مُرتديًا حّذائه، فيَصله صَوت كاتسورو ما أنّ استشعر الجَميع غَضبه: فكر بالأمر من نَاحية أُخرى قَبل أنّ تَسمح لغضبك بالسَّيطرة هُوتارو، إيزومي في الغالب لا تَقوم بشيءٍ كهذا أو تُخفي الأمور عنك إلا ولديها مَشاعر صَعبة الشَّرح، لا تَغضب وتُواصل تَوبيخها دُون سماع ما عندها.
لم يُجبه بأيّ شيء عد تَقدمه إلى الباب، فاتحًا الباب دُون الاهتمام بمُحاولتهم للتحدث إليه، سالكًا طَريقه إلى جامعتهم، ومن خَلفه البقية، سالكين ذات الطَّريق بمَشاعر قَلقة، مُتمنين ألا يَسمح لمشاعره بالتَّمادي والتَّهور بردة فِعله دُون سَماع ما لديها.
عَقب وصولهم، أظهر جَميعهم بطاقاتهم الجامعية الرَّقمية للحارس ليَسمح لهم بالدُّخول، فيُخبرهم بكون إيزومي تتواجد في المَّكتبة بمُفردها حتى هذه السَّاعة، رافضة الحُصول على مُساعدة من أيِّ أحد، فيَتقدموا بشُكره على تَوجيههم، سالكين خُطاهم إلى الوِجهة المذكورة لمعرفة ما تقوم به.
حَال ولوجهم، كَان الضَّوء المُّنبعث من الحُجرة خافتًا بعض الشَّيء لكنهم استطاعوا رؤية زوايا المَّكان بوضوح، فيَتقدم أكبرهم باحثًا بعينيه عن الفَتاة دون إعطاء إجابة لأيٍ من الهَمسات خلفه، حتى التقط هَيئتها بجانب أحد رفوف الكُتب، تَبدو عاجزةً عن الوقوف باتزان، مِما أكد احتمالية سُقوطها في أي لحظة، فيَهرع نحوها منزلًا بلحظة مُباغته، مِما كان سببًا كافيًا لإفزاعها، لكنها لم تستطع إعطاء ردة فِعل كما كان مُتوقعًا منها، بل اكتفت بالتَّحديق به بصدمةٍ وإرهاق، قارئة الانزعاج والحَنق بوجهه، لكنها كانت مُتعبةً كِفاية لئلا تتمكن من التَّحدث معه، فيَدفع هذا الصَّمت المُّرهق للتحدث، مُخاطبًا إياها: لم أفهم حتى الأن تُواصلين إخفاء الأمور عني، ما خطبكِ إيزومي؟ لمَ تفعلين هذا؟