Calm pt1

24 3 29
                                    







* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *

±وِجَهة نظر الكَاتب.

صباح الاثنين|| السَّابعة وثلاثٍ وعشرين دقيقة.

+

عَقب انقضاء أيام ما بعد الصَّدمة الثَّقيلة، عَاد ساكِنا الدَّار للشُّعور بالبهجة كلما أطلّت الشَّمس على دارهما وألقت التَّحية عليهما بساعات الصَّباح، مُشعرةً إياهما بتسلل الدِّفء إلى جوفها كما تسلل إلى زوايا المَّكان، مما كَان شُعورًا حُلوًا وغَير مألوفٍ لهما مُنذ بدأ بالعَيش معًا قَبل بِضعة أسابيع.

كانت أصغرهما مُتمسكةً برأيها بكونها لا تُريد مُواجهة أحدهم بمن فيهم صَديقتها كاوري، إضافةً إلى تغيّبها عن المَّدرسة لمَ تبقى من الأسبوع، مُستكملةً بذلك ما خُصص لها من أيام الرَّاحة كما دَوّن الطَّبيب بتقريرها الصِّحي، فلا تُخصم منها أيّ علاماتٍ فيما بعد.

لكن تَحقق ذلك لم يكن بالسُّهولة المُّتوقعة بظلّ وُجود شريكٍ عَنيد كَهوتارو، إذّ أنَّه قد واصل التَّحدث إليها بفتراتٍ مُتفرقة خُلال اليوم، إضافةً إلى زيادة مَقدار الطَّعام الذِّي يُعده عن العَادة، فيكون كافيًا لشخصين عوضًا عن شخصٍ واحد، وجدها بأول يومين تُبقي الطَّبق كما هو عند إحضاره ووضعه له على مكتبها، كما لو كانت طريقةً مُختلفة لإيذاء نفسها أو معاقبتها، مما جعله يُقرر جذبها معه لتجلس على الطَّاولة ويتناولا بذات الوقت الطَّعام، فلا تَكون لها فُرصةٌ لإبقاء طبقها دون لمسه، أخذ يُزعجها بتحدثه معها وتكراره بكونه لن يَتركها تُكمل اليوم بهدوء إنّ لم تأكل، فتفعل ذلك فقط لتحظى بساعاتٍ هادئة بعيدًا عن إلحاحه وكِثرة حديثه.

كشيءٍ عَوّد نَفسه على فِعله من الأيام المَّاضية، أنهى إعداد الإفطار لكليهما، مُتجهًا إلى الأعلى لجَذبها معه وتتناول الطَّعام، رأى التَّعبير الضَّجر الذِّي اعتلاها، لكنه كَان اقلّ حِدة من السَّابق، مما جَعله يبتسم باتساعٍ نَتيجةً لذلك، يليه مُخاطبته لها: صَباح الخِير للفتاة التِّي لا تُريد تَقبل شَريكها حتى الأن، انتهيت من إعداد الإفطار لذا تعاليّ لتناوله ومن ثُمَّ سنُغادر.

حَملت حَقيبتها بتَعبيرٍ ضَجر، لاحقةً إياه باستسلام، فقد مَلّت مُجادلة شخصٍ عنيدٍ مثله، أخذةً مقعدها مُقابلًا له، لكن تَعبيرها قد أصبح مُسترخيًا حَال رؤيتها لشَطائر الجُبنة البَيضاء وشَرائح الفَراولة المُّزينة لها، والتِّي كانت أكثر شيء تُحبّ تناوله متى ما استطاعت ذلك، دون أنّ تُدرك حِقيقة مُلاحظة الأكبر لها، مما دعاه ليتحدث قائلًا: رُغمَّ أنَّني لم أُتشارك معك الوَجبات إلا لمراتٍ قليلة، لكنني استطعت مَعرفة وجبتين مُفضلتين لك وإحداهما هذه، لا يَعنني أنَّني سأُعدها كل يومٍ لكِ لأنَّكِ بحاجةٍ إلى تناول وجباتٍ كاملة لتعويض النَّقص ولا فُرصة لك للرفض.

Two Sideحيث تعيش القصص. اكتشف الآن