* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
±وِجهة نَظر الكَاتِب.
عِند السَّابعة واحدى عشر دقيقة مَساءً.
+
بالجِهة الأُخرى من المَّدينة، بمنزلٍ يَقع بمُنتصف إحدى الطُّرقات الفَرعية الهادِئة، يَصدح صَوت طِفلين أثناء لَعبهما مع الأكبر سِنًّا، مُحاولين استغلال كل لحظةٍ من هذا اليَوم، فلا يَضمنون الاجتماع مُجددًا بفترةٍ قَريبة اثر سَكنهم بمدينةٍ مُختلفة.
كَان أكبر الفِتية يَحمل ابنة شَقيقته على كَتفيه بعدما طَلبت ذلك مِنه، مُشاركًا إياها الضَّحك والهَتف المُّبتهج أثناء ركضه بها حَول طَاولة الطَّعام، وشَقيقاه التَّوأم مُنشغلان باللَّعب مع شَقيق الطِّفلة ذي العامين، ووالدة الطِّفلين تُمضي الوقت مع والديها بعدما أُرهقت من اللَّعب مع إخوتها وأبناءها لقُرابة السَّاعة، مُندهشةً من كون ثلاثتهم ما يَزالون يَملكون طَاقةً للعب مع الأطفال لوقتٍ أطول.
تَذكرت والدهم سُؤال ابنته عمَّا تُريد فِعله مُنذ أنَّها حَصلت على فُرصة السَّفر وإكمال دِراستها خارجًا كحال زوجها، فتُجيبه حال وضعها كأس العَصير: إنَّها فُرصةٌ لا تُعوض أبي، هو يَحتاج إلى الذَّهاب والحُصول على هذه الوَثيقة ليَحصل على التَّرقية، وأنا بالمِّثل، نحتاج فقط لثمانية أشهر وسَينتهي كل شيء، لكن لا أعلم إنّ كان قد انتهى من الحَجز وأرسل المُّوافقة أم لا، لكن كِلينا مُوافقان وراغبان.
تَحدث شَقيقها ما أنّ وَصله حديثها بشأنِّ رِحلتها: أنتِ شخصٌ شَغوفٌ جِدًا مارلين، رُغمّ امتلاكك لوظيفة وأُسرة إلا أنَّك لم تتجاهلي جُزء التَّعلم، تُخصصين كل يومٍ جُزءًا من وقتكِ لتعلم شيءٍ جديد، أنا حقًا مُعجبٌ بهذا الجَانب وأود أنّ أكون مِثلك.
أجابته وعلى وَجهها ابتسامةٌ عَذبة: أُحب سماع الإطراءات مِنكَ عَزيزي هُوتارو، صَدقني أنَت تتفوق عليّ بجوانب عِدة حد عدم حاجتك لأنّ تتمنى أنّ تكون مِثلي، وتوأمي اللَّطيفان بالمِّثل، والأن وبما أنَّك تَوقفت عن الدَّوران بسُورا، دَعني أسألك عن عَلاقتك بشريكتك، كَيف تسير الأمور بينكما؟
نَهض اليَافع من مَقعده بجانب الدَّرج، مُتجهًا للجلوس على الأريكة مُقابلًا للسائلة ووالديه، وبين ذِراعيه تستقر الصَّغيرة ذات الثَّلاثة أعوام، فيَتبعه شَقيقاه بالطِّفل الأخر ويَجلسا بجانبه، ليختار الإجابة عندها بقوله: تَقريبًا لا يَمر يومٌ دُون أنّ نتشاجر، كل واحدٍ منا يُريد القِيام بعملٍ ما لئلا يَشعر بأنَّه عِبئٌ على الأخر، لكن على الرَّغم من كونها شجارات إلا أنَّنا بنهاية المَّطاف نبدأ بالضَّحك عندما نعيّ ما حدَث، وبالنَّهاية أنا سَعيدٌ حقًا لتحسن علاقتنا وتوقفها عن النَّظر نحويّ بكُره.