* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
±وِجهة نظر الكَاتِب.
صَباح اليَوم التَّالي، كَان مُشرف المَّكتبة قد قام بافتتاحها فور وصول المَّدير وبقية الضِّيوف إليها، مُكثرًا الحَديث والإطراء على الطَّلبة وجهودهم المُّثمرة رُغم الحادثة، وإكمالهم العَمل عن طِيب نَفس في مُحاولة للتخلص من الذِّكرى المُّرتبطة بما حدث، وهذا ما كان مُتوقعًا منهم، مِما كَان شيئًا قد أحبوه رُغم كونه غَير صَحيح وإنَّما كان جُهد شخصٍ واصلوا السُّخرية منه والاندفاع بالإساءات له دُون رَحمة، لكنهم بهذه اللَّحظة لم يكونوا مُبالين كذلك.
في النَّاحِية الأخرى، كَان هُوتارو قد اشتط غضبًا برُؤيته لكل هذا أمامه، مُتذكرًا المُّعاناة التِّي مَرت بها إيزومي في سَبيل حلّ هذه المُّشكلة بمُفردها، وما ترتب عليه من إرهاقٍ عقليٍ وجسديٍ لها، ومُواصلتهم الضَّحك ومُسايرة التِّيار وأخذ الثناءات لأنفسهم مع عدم استحقاقهم لها، أخرجه من صَمته بلحظةٍ مُباغته، ساردًا على مسامع الجَميع كل مَا جرى، بِدءًا من ضَغط المُّشرف عليها وسُخرية أقرانها منها، وصولًا إلى عَملها بمُفردها على كل شيء والانتهاء من العمل خِلال ثَلاثة أيام لئلا تتَعرض للمشاكل، لذا وعوضًا عن شُعورهم بالفَخر لحصولهم على ثَناءٍ لَيسوا بأهله، كان عليهم الاعتراف بالحَقيقة ونَسب الفَضل إلى أهله.
حَال خَتمه للحديث، كَان الجَميع يُحدق به بين مُتفاجئٍ وساخط، بجانب مُدير الصَّرح ومُساعديه الذِّين ألقوا نَظرةً مُستنكرةً عليهم، مُنتظرين منهم إنكار ما أسلفه الفَتى، لكن صَمتهم الطَّويل كان كافيًا بتأكيد قوله، فيتساءل المُّدير عن مَكان تواجد إيزومي، فتُجيب إيمي بكونها لم تأتِ اليوم لأنَّها مَريضة، فيكتفي بالإيماء لها كقبول، فيَتبع ذلك إشارته لمُشرف المَّكتبة باللَّحاق به، لكن وقَبل أنّ يَخطو خُطوةً واحدةً إلى الخَارج، هتف بجميع المُّتواجدين، مُحذرًا إياهم من التَّعدي على إيزومي أو هُوتارو ولو بكلمةٍ واحدة، وإنّ حدث وأقدم أحدهم على فِعلها، فسُينزل العقوبة بالجَميع، ومن ثُمَّ يَسلك خُطاه مُغادرًا بعدما حَصل على مُوافقةٍ لَفظيةٍ منهم، فيَطلب المُّرشد الطَّلابي من الجَميع التَّوجه إلى صُفوفهم وحُضور دُروسهم مُنذ أنّ وَقت الافتتاح قد انتهى، فيُغادر كل واحدٍ منهم إلى فَصله الدِّراسي، يُتمتم أحدهم مع رَفيقه بما طرأ بعقله، دون الاهتمام بمن يَسمعه أو يقصد.
لكن الأمور لم تَسر بذات الهُدوء بمَنزل الفَتى كما كَان متوقعًا، إذ أنّ شَريكته قد أوقدت شِجارًا معه لتَصرفه بهذه الطَّريقة، والتِّي نَظرت إليها كمستهترة، فِي حِين واصل الأكبر اعتراضه على قولها، مِما فاقم الأمور بينهما مُنذ أنَّهما يَرفضان تَفهمّ الأمور من زاوية بعضهما البَعض، حَد عَدم استطاعت أحدهم بمن فيهم كُوساناغي حلّ الخِلاف، مِما دَفع الفتاة للمغادرة عَقب انقضاء قُرابة الساعتين بجدالهما الذِّي لا تُرى نِهايته حتى تِلك اللحظة.