* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
±وِجَهة نَظر الكَاتِب.
مَساء الإثنين || السَّابعة وثمانيةٍ وعشرين دقيقة.
+
كَانت الثَّلاثة الأسابيع المَّاضية قد انقضت بهيئةٍ غريبةٍ على أكبر الفِتية، فلم يكن أحد رِفاقه قد حادثه مُنذ تِلك اللَّيلة، كما لو أرادوا إعطائه الوقت والمَّساحة للتفكير بأفعاله وتَقرير ما يُريده في النِّهاية.
كَانت لِين وهِيديكي أفصحا بنهاية المَّطاف لوالديهما وشقيقتهما الأكبر مَارلين بشأنِّ ما حدث، لكون ثلاثتهم قد استنكروا عدم تحدثهم عنه أو ذِكر أيِّ مواقف قريبة، رغمَّ شُعورهما بالخَوف مما سيبدر منهم، لولا أنّ والدهم قد أثنى على صنيعهما ورِفاقهما سواءً بإفصاحهم له عمَّا ارتكبه، أو إعطائه مَساحةً كهذه لمُراجعة أخطائه ومحاولة تصحيحها، مما أعاد الطَّمأنينة إلى قلبيهما عَقب ما مرا به من لحظاتٍ قلقة.
وعن كِيجي، فقد حَافظ على هُدوئه رغم ما شعر به من مرارة كلما رأى تَعبير صَديقه البَاهت، وحُزن إيمي وكَاتسورو يُضاعفان الأمر عليه، لكنهم بحاجة للثبات على موقفهم، فلا حاجة لحاله أنّ ينحدر أكثر مما هو عليه.
وعن هُوتارو، فلم يَكن يرفع عيّنيه وينظر باستقامةٍ إلى أحدهم، إلا عندما يَقصده الأساتذة بحديثهم، تجاهل مُحادثات نَاتسو وشكواها من إهماله لها وكونه لا يُجيب اتصالاتها أو يتحدث إليها في المَّدرسة زادت سخطها عليه، لكنه لم يَكن مُباليًا بأي شيءٍ عند هذه اللَّحظة.
ومن نَاحية إيزومي، لم تَغفل رُغم ما تَحمله من مَشاعر مُظلمةٍ تجاهه أنّ هَيئته المُّنكسرة تِلك غَيرُ مَقبولةٍ لها كذلك، فلم تتَمنى له سُوءًا حتى وإنّ كان قد تَمادى قبلًا وأساء إليها، فقط أنّ يبقى بعيدًا عنها ولا تُضطر للتعامل معه قدر المُّستطاع، لذا وعند طَلبه منها أنّ تَتشارك مَعه الطَّعام الذِّي أعده للمرة الأولى، قَبلت على مَضض في بادِئ الأمر، مُمتنةً بعدها لفعلها ذلك حَال أنّ رأته قد ابتسم بانكسارٍ لكونها لم تَرفضه بعد كل شيء.
كَان قد توجّه إلى كَاوري قبل أيامٍ معدودة، سائلًا إياها في حَال كانت تَكرهه هيَ أو صَديقتها، فتُجيبه عن نفسها بكونها لا تكترث في غالب الأمر لمن يُسيء إليها، ولأنَّها تَرد الصَّاعّ صاعين وتتخلص من أيِّ مَشاعر مُرتبطة بالمَّوقف بذات اللَّحظة، وتعود لمُعاملة الشَّخص كما كان قبل بِدء المَّشكلة أو الجِدال، وأما عن إيزومي، فقد صَرّحت بكُرهها لشَخصيته وسُلوكياته وعدم استطاعتها على تَقبله مهما حَاولت، حتى عندما أخبرها شَقيقها الأكبر أنّ تُحاول تَجاهل هذه المَّشاعر ما دامت ستقضي ثلاثة أعوامٍ برفقته، لكن كل شيءٍ يبدو أكبر من محاولاتها هذه، حَمل هُوتارو مَشاعر امتنانٍ تجاه كَاوري لكونها على الأقل لا تَكرهه كما اعتقد، وجُزءًا أخرًا مُنكسرًا لكونه تَسبب بَحمل أحدهم مَشاعر سيئة نحوه بسبب أفعاله السَّيئة.