* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *±وِجَهة نَظر الكَاتِب.
مَساء الاثنين|| السَّادِسة وسبعٍ وعشرين دقيقة.
+
عَاد هُوتارو ورِفاقه إلى مَسكنهم بهالةٍ حَزينة بعد الذِّي عَلموا به بساعات اليوم المُّبكرة، دون نِسيان سُؤال كاوري القُدوم معهم، فإن كانت إيزومي تتحدث بطريقةٍ مُبهمة، فصديقتها ستكون الشَّخص الذِّي سيحلّ هذا الإبهام لهم.
حَاولت إيمي التَّخفيف عنهم بصُنع مَشروبٍ باردٍ لهم مُنذ أنَّها رأت هَيئة كاوري المُّحبطة وربما الخَائفة بذات الوقت، لذا وفور تَقديمها الكؤوس لهم ومن ثُمَّ استقرارها بجانب كاتسورو، فيُردف هُوتارو بنبرةٍ هادئة: أيُمكنكِ مُساعدتنا بفهم ما يَجري؟ الهَيئة القوية التِّي كانت إيزومي تَظهر بها على الدَّوام، خبأت خلفها ضَحية اضطهادٍ عائلي وخارجي؟ كَيف بدأ كل شيء؟
أخذت المُّخاطبة نفسًا عميقًا لترتيب أفكارها، مُوجهةً أنظارها إليه، فتُجيبه بنبرةٍ تُشابه خاصته: وما الذِّي سيضمن لي أنّ النَّتيجة لن تكون ضِدها؟
يُجيبها كِيجي: لو أنَّنا نَرغب بفعل شيءٍ سيء، كُنَّا سنذهب مُباشرةً إلى المَّدرسة أو على الأقل كُنَّا سنتجاهلها، بالإضافة إلى أنَّنا قَضينا وقتًا لا بأس به معًا، لذا ألا يَبدو هذا مِيثاقًا يُمكنك التَّمسك به؟
تنهدت الفتاة بعجز، مُومئةً لهم باستسلام، فتُتبع ذلك بتحدثها: بدأ الأمر قَبل وِلادتها، بعد وِلادة كوساناغي بسبعة أعوام، قررت الإنجاب بعد انقطاع ودون استشارة طبيبتها، مع العلم أنَّها كانت تتناول مُضاداتٍ للاكتئاب وأدويةً أخرى، كانت فترة الحمل صعبة ومُختلفة عن المُّعتاد، أكملت التِّسعة أشهر لكن دون أنّ تتواجد أيّ علامةٍ على قُرب المَّوعد، حتى انتصفت العَاشر عندها وُلدت إيزومي مع الكثير من المُّعاناة، تَقدمت المَّشيمة عليها وقت الولادة مما سبب تَعسرًا خِلالها ونزيفًا حادًا، وفي النِّهاية تم استئصال رحمها بعدها ببضعة أيام، لذا لا فُرصة لديها لتحمل بعد الأن.
لم تُطقها، لولا وجود خالِها الذِّي أخذ يربيها وهي رضيعة حتى وصلت الحادية عَشر، وإلا لو بقيت معها، لربما كانت ستقتلها أو تُلقيها خارجًا وهذا شيءٌ قد أشارت إليه بطريقةٍ غير مُباشرة، وعندما تُوفي، لم تَرغب إيزومي بالبقاء عِبئًا على زوجته وأبنائه لذا قررت المُّغادرة، ولحسن حَظها كان كُوساناغي قد أصبح في الثَّامنة عشر لذا استطاع أخذ الوِصاية عليها ورعايتها حتى سافر لإكمال دِراسته، لم يَكن هناك أحدٌ يَرعاها وهي قاصر، لذا تمّت إعادتها إلى منزلها وتحت وصاية والدتها وهنا بدأت المُّعاناة.
كَانت المَّشاعر التِّي سكنت أعينهم تَصفّ كل ما يَشعرون به من صَدمةٍ وحُزن، دون ذِكر حَقيقة وقوف الكلمات وعدم استطاعتهم على إجابة الفتاة بأيّ شيء، لذا اختارت هيَ استئناف الحديث قائلة: كانت إيزومي تعيش حياةً طبيعية كأيّ طفلٍ أخر، لكن والدتها غيّرت عليها نمط حياتها، الأطعمة محدودة، اللِّباس محدود، لا علاقات ولا مُتعة في الحياة، لا قِيمة لها ولا لمشاعرها، تخيّل عندما تقول لك والدتك "صَوابُكِ لن يُحسِّنَ أي شيءٍ بالنِّسبة لي، لكن إن تجرأتِ وارتكبت خطأً واحدًا، فلن أتردد بإنزال أشد العقوبات بكِ"، لا يُمكنها الشَّكوى مهما عانت، كما أخبرتكم، كانت مشاعرها بلا قيمةٍ بالنِّسبة لها، لذا الجميع صوابٌ باستثنائها، حتى إنّ رأتها تُضرب وتتأذى أمامها فلن تهتم.