* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
±وِجهة نَظر الكَاتِب.
قُرابة الثَّانية عَشر وواحدٍ وأربعين دَقيقة، كَان هُوتارو مُستقرًا إلى جَانب النَّائمة بعدما أخبرته المُّمرضة بانخفاض مُستوى السُّكر عِندها مما جَعل جَسدها ضَعيفًا ونتج عنه فُقدانها الوَعي لعدم امتلاكها أيّ طاقةٍ تُبقيها، فتتبع ذلك بسُؤالها له عمَّا إنّ كانت قد تناولت وَجبتها قبل حِصة الرِّياضة، فيُخبرها بكونها لا تتجاوز أيّ وجبةٍ يُعدها لها مهما كان السَّبب، فإن كانت لا تُريد فستعيد العُلبة إليه أو تتناول القليل فقط وهذا ما عهده منها، لكن الأكبر قد أخبرته بكونها تَبدو كما لو كانت لم تتناول شيئًا حتى الأن، ومِما زاد الأمر سُوءًا كونها مُصابةً بفقر الدَّم والذِّي يَجعلها بحاجةٍ لحِصصٍ إضافيةٍ من الطَّعام لتعويض النَّقص، لكنها لم تجد أيّ استجابةٍ منه عدا سُكون الإحباط ملامحه والحِيرة بالمِّثل، مما دعاها لوَضع مُغذيةٍ لها لإعطائها القَليل من الطَّاقة عند استيقاظها فتأكل، ومن ثُمَّ تُغادر تاركةً إياه برفقتها...
تَلى مُغادرتها ببعض الدَّقائق قُدوم كَاوري لتفقدهما بعدما استأذنت الأستاذ بالقُدوم ورؤية صَديقتها، فيُخبرها عمَّا قالته المُّمرضة، مما كَان صادمًا لها، فتُتبع ذلك بإجابتها له: هذا غريبٌ حقًا، أعلم أنَّها لا تُحب الأكل في مُعظم الوقت وتُحاول التَّهرب من إتمام وجباتها بسبب والدتها والأثر السَّيء الذِّي تَركته بداخلها، لكنها أخبرتني أنَّها ستَبذل جُهدها لئلا تتخطاهم خاصةً وأنَّك تَبذل الكَثير لصُنع وجبةٍ مُشبعةٍ لها، لذا تَشعر بالخَجل من تَركه أيّ أنَّها تَفعله من أجلك، ومنذ ذلك اليوم الذِّي قالت هذه الكلمات لم تتجاوز أيّ وجبةٍ وحتى أنت لم تَقل ذات مرةٍ أنَّها تجاوزت الوجبات، صحيحٌ أنَّها في بعض الأحيان تكتفي بالقليل وتنهض، لكن لا تتخطاهم، لذا يَبدو غريبًا خاصةً مع يومٍ ثقيلٍ كهذا...
أخفض الفَتى رأسه، مُخفيًا وجهه بكلتا كَفيه، فيُطلق تنهيدةً مُحبطةً يُعبر من خلالها عن شُعوره تِجاه ما يحدث، فيَسمعا صَوت فتاةٍ من خَلفهما، تُخاطبهما بما أتت من أجله: إيزومي لم تتخطى الوَجبة برغبتها، أحدهم قام بسرقة طعامها عندما ذَهبت للتبديل...
التفت كِلاهما إلى الباب حال سماعهما لقولهما، وكِلاهما يَنظران بأعينٍ مُتسعة بعد الذِّي وصلهما، فتُردف كَاوري بسُؤالها: مِيكا؟ ما الذِّي تفعلينه هنا؟ انتظري لحظة، ماذا تعنين بأنّ أحدهم سَرق طعامها؟ أيُوجد شخصٌ طفوليٌ بيننا إلى هذا الحَد؟
أجابتها عَقب تَقدمها قَريبًا منهما: أخذت الإذن من الأستاذ بالذَّهاب إلى دَورة المِّياه لكنني أردت القُدوم إليكما لئلا تَعلم تِلك المُّزعجة بكوني سأتحدث...