* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
±وِجهة نَظر الكَاتِب
مَساء الاثنين|| الحَادية عَشر واثنين وخمسين دَقيقة.
كَان الأسبوعان المَّاضيان قد انقضيا بثقلٍ على نُفوس الطَّلبة خاصةً عَقب استئناف الدِّراسة ورؤيتهم لمَنظر المَّبنى المُّدمر عند قدومهم كل صباح حتى وإنّ كانت شَركة البِناء قد عاودت البناء بعدما حَكم القَضاء عليهم بإعادة بناء كل شيء من جَديد كتعويضٍ للخسائر، وسيتم إرسال فريقٍ مُختصٍ لفحص البناء للتأكد من كونه متينًا لا هشًا كالسَّابق، فيفهم الجَميع أنّ فِكرة المَّكتبة لا تَزال قائمةً رغم الذِّي جَرى، لكن من يُعيد إلى الفِتية ذات المَّشاعر والحماس السَّابقين؟
بزاويةٍ أخرى، حَيث يَستقر هُوتارو وفتاته بحُجرتهما أسفل الأغطية البَاردة، هَبت عَاصفةٌ قَوية كَانت مُتوقعة الحدوث كما وَرد بنشرة الطَّقس اليومية، يَتبعها عاصفةٌ رعدية، يتخللها هَطلٌ قَوي، كَان طَقسًا تَمقت إيزومي المُّرور به بسبب رُهابها الشَّديد، ونزاعها مع الأخر في وقتٍ مُبكر لم يَزد الأمر إلا سُوءًا، فلم تَكن قادرة على سُؤاله المُّساعدة أو اللُّجوء إليه كما يحدث عادةً.
كَانت تَستلقي بشقها كحال الأخر، يُعطي كل واحدٍ منهما الأخر ظهره كما يحدث بعد كل شِجارٍ بينهما، مُخفيةً نَفسها أسفل الأغطية، علّ الصَّوت يُصبح أقل حدة، لكن ما من شيءٍ قد ساعدها مهما واصلت الاختباء، فيَنتج عن مُحاولاتها اليائسة قَبضها على غِطاء السَّرير ومُواصلة البُكاء بصمت كأخر حلٍ بقي بين يديها.
لم تَشعر أثناء بُكاءها وتَركيزها على تهدئة نَفسها بالتفات الأكبر ناحيتها، مُبعدًا الغِطاء عنها قليلًا حتى استبانت مَلامحها البَاكية أمامه، فيَربت على كَتفها برفق، لكن كل الخَوف الذِّي يَسكنها بهذه اللَّحظة يجعلها تَقفز فزعًا من أيِّ شيء، لكنه استطاع تهدئتها مُجددًا بربته على جانبها، هامسًا لها أنّ تلتفت إليه، فتفعل دُون أدنى جِدال، فيلحظ اصطباغ ملامحها بحمرةٍ شديدة نَتيجةً لبُكائها لوقتٍ طَويل، فيقوم بجذبها دافنًا إياها بين ذِراعيه، واضعًا إحدى كَفيه على أُذنها اليُسرى، وذِراعه التِّي تستلقي عليها حَجبت الأصوات عن أُذنها الأخرى، فيستعمل كَفه الحُرة لإبقائها قَريبًا منه، مُقبلًا مُقدمةً رأسها لبضع مراتٍ حتى تهدأ، فيَجد فَزعها قد بدأ بالتَّلاشي تدريجيًا كَصوت المَّطر، واقعةً بنومٍ عميق نَتيجةً لإرهاقها من البُكاء، فيَتبعها بعد اطمئنانه عليها.
+
صَباح الثُّلاثاء|| السابعة وتسع دقائق.
كَانت إيزومي تُواصل تَلافيَ نظرات الأخر مُنذ استيقظت حتى هذه اللَّحظة، وكلما اعتقدت أنَّه على وشك الحديث اختارت الهَرب من أمامه، لكنها لم تستطع فِعل ذلك عند وَضعه للإفطار، هاتفًا لها أنّ تنزل لتناول إفطارها، مما دفعها لتتنهد بقلق، مُواصلةٍ التَّحديق بالأرض بعقلٍ مُنشغل، حتى شَعرت بنفسها قد اصطدمت بشيءٍ ما، ولمَ يَكن عَدا هُوتارو، فتَكون هذه هيَ أول مرةٍ تَنظر إليه منذ استيقظت.