* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
±وِجهَة نَظر الكَاتِب.
ظَهيرة الأحد|| الثَّانِية وثلاث دقائق.
+
عَقب انقضاء أسابيع عِدة مُنذ اختصم كِلا الشَّريكين بعد مُحاولة أصغرهما لإنهاء حَياتها، أخذت علاقتهما تَزداد تحسنًا بصورةٍ لم يُخيل لرِفاقه أو كَاوري أنّ تَصلها، كَان من أوائل ما تَغيّر هو تَوقف الفتاة عن التَّذمر وعِناده كلما دعاها لتناول الطَّعام أو التَّحدث معها، بجانب قُبولها الجُلوس برفقته ببعض الأيام باستراحة الغَداء، مما ساعد على تَحسّن عَلاقتها برفاقه بالمِّثل، وأكثر من كَان مُبتهجًا بكل هذا التَّغير هو شَقيقه الأكبر كُوساناغي، إذّ أنَّه مع كل يوم مَضى عليه بعيدًا عنها مُنذ غادر لإكمال دِراسته يَعيش بدوامة قَلق مِمَّا سيؤول إلى حال شَقيقته الوَحيدة، جُزءٌ من عُقدتها كانت من والدتها ورَحيل صَديقها المُّقرب كَان ذا وقعٍ مؤلمٍ عليها، وسُخرية أقرانها والمُّحيطين بها لم يَزد الأمر إلا سُوءًا، لذا رُؤيتها تتَقدم وتتَجاوز مَخاوفها واستمرارها بمحاولة عُقدها واحدةً بعد الأخرى، تَجعله عاجزًا عن وَصف بَهجته بما يَليق من كَلمات، لكنه مُمتنٌ ومُتمنٍ بأنّ تُواصل فِعلها حتى تَمحى جَميع أثار المَّاضي.
كَان كِلا اليَافعين مُنشغلين بطَهي وَجبة الغَداء بعدما أصرّت إيزومي على فِعل شيءٍ ما عِوضًا عن تركه يَفعل كل شيءٍ بمُفرده، لكن هذه الرَّغبة قد أوقد شِجارًا طُفوليًا بينهما مُنّذ دقائق طَويلة حتى الأن، يَتمسك كِلاهما برأيه مُعارضًا قول الأخر، أرادت أصغرهما التَّعامل أحد الأطباق وإكماله بنفسها، في حِين كان هُوتارو يَرفض ذلك لكونه خطرًا ولأنَّها لم تتعامل قَبلًا مع سَوائل ساخنةٍ على المُّوقد، لكنه واصل فِعل ما يَفعله عادةً دون الاهتمام بعِنادها له.
لكن حالهما قد انقلب بلحظةٍ مُباغتة نَتيجةً لتهورها وانشغاله بشيءٍ أخر لثوانٍ مَعدودة، إذّ أنَّها قد استغلت ابتعاده لإحضار شيءٍ من الرَّف المُّجاور، مُقتربة لتَحريك ذات الوِعاء الذِّي كانا يتشاجران لأجله، لكن طَريقتها العِشوائية الخَاطئة تَسببت بسكب مِقدارٍ لا يُستهان بِه من المَّاء السَّاخن على يَدها، مُتسببةً بذلك لنفسها بحرقٍ عَريض، ألقى الأكبر ما كان بين يديه مُتقدمًا إليها ما أنّ وَصله صَوت سُقوط المِّلعقة الخَشبية، مُتفقدًا إياها بعد إطفاءه للموقد، وجدها تَنظر إلى الأرضية بتعبيرٍ مُتألم دون أنّ تُصدر صوتًا، كما لو كانت تَمنع نَفسها من البُكاء أو الشَّكوى، جَذبها من كَفها السَّليم إلى حَوض الغَسل، وَاضعًا جُزءها المُّصاب أسفل المِّياه البَاردة لبعض الوَقت، ومن ثُمَّ يتَجه بها إلى حُجرته، مُشيرًا لها أنّ تَجلس على السَّرير ريثما يأتي بعلبة الإسعافات الأولية.