* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
±وِجهة نَظر الكَاتِب.
عامان مُنقضيان.
كَان اليَافعان قد التحقا بذات التَّخصص الجامعي مُنذ أنَّهما قد اجتمعا مع البقية للقراءة والبحث عن كل تخصصٍ من المُّحددة مُسبقًا، فيختار هُوتارو وإيزومي وكيجي المُّحاسبة، وإيمي وهِيديكي وكاتسورو التَّسويق، أما عن كَاوري، فقد غادرت إلى الخَارِج برفقة عائلتها بسبب عقد عمل والدها، وبذات الوقت يُمكنها أنّ تَجد التَّخصص الذِّي تُريده في المَّدينة التِّي سيقطنون بها، مِما تَسبب بحزن صَديقتها لانفصالها عن بعد كل هذه الأعوام الطَّويلة معًا، لكن لا يَحق لها الاعتراض على شيءٍ كهذا، المَّهم أنّ يبقيا على تواصلٍ دائمًا مع بعضهما.
عَرض هُوتارو بعد استقرار حاله وتخطيطه للخطوة التَّالية على الفتاة الزَّواج بعد خِطبةٍ تمّت لثمانية أشهر، تعاونا خِلالها على تأثيث المَّنزل وترتيب أمورهما لئلا يُعانيا من أيِّ ضغطٍ في أيامهما القادمة، فتُوافق عليه بعد حُصولها على أيامٍ كافية للتفكير بالمَّوضوع جيدًا ومُشاورة أخيها ومِينا بهذا الأمر، لذا يُقررا إقامته بأول عُطلةٍ في المُّستوى الخَامِس، فستكون لمدة واحدٍ وعِشرين يومًا، لذا يُمكنهما أنّ يحظيا بوقتٍ هادئٍ معًا قَبل أنّ تُستأنف الدِّراسة بعدها.
كَانت إيزومي قد استغلت إعطاء الأستاذ لهم يوم الجُمعة والذِّي كان أخر يومٍ قبل العُطلة للحصول على راحةٍ كافية وتَجهيز ما تَبقى ليوم الزِّفاف، والذِّي كان باليوم التَّالي له، شاعرةً بالارتياح لوصول كوساناغي ومِينا ببداية الأسبوع الأخير وقدما لها يد العون بأخذها لشِراء أيِّ نواقص، ومُراجعة القائمة التِّي أعدتها لئلا تَكون قد فوتت شيئًا، فتكون كل هذه المُّساعدة مُقابلة بالكَثير من الامتنان منها.
لم تلتقِ بالفَتى مُنذ أخر يومٍ ذهبت به إلى الجامعة، لذا سَيكون لديهما يومان لإعداد مُفاجئةٍ ظَريفة للأخر، وهذه إحدى الأجزاء التِّي يتطلع كِلاهما لأجلها، بجانب تَوجه هِيديكي وكوساناغي إلى مَنزل الفتى لإيصال أخر ما تبقى من أُغراض، وعندما يصلان بعد الزِّفاف، يُمكنهما تَرتيبها كَيفما يشاءان.
بهذه السَّاعة من مَساء السَّبت، كَانت المَّسؤولة عن تَصفيف شعرها قد انتهت من وَضع حُلي الشَّعر لها، والأخرى قد أتمَّت وَضع مَساحيق التَجميل لها، والتِّي اختارت أنّ تَكون شيئًا خفيفًا جِدًا لئلا تُطمس ملامحها كتلك التِّي تراها في العادة، فيَدخل شَقيقها وزوجته عند سماعهما بكونها انتهت، فتلحظ كِلتا الفتاتين تَجمع الدُّموع بعيّني أكبرهم، فتقف إيزومي راغبةً بمسح دُموعه، لكن سُرعان ما عانقها بضيق، حاملًا إياها بين ذراعيه، ومن ثُمَّ يتحدث بنبرةٍ باكية: لا يُمكنني التَّصديق بأنّ هذا اليوم قد أتى، رُؤيتكِ بفستان الزِّفاف ومع شخصٍ تَحملين له الكَثير من المَّشاعر وهو بالمِّثل، أنا فقط سعيدٌ حقًا، بل لا يُمكنني شَرح مشاعري بالطَّريقة الصَّحيحة، فقط اعلمي أنَّها كانت إحدى أمنياتي الثَّقيلة ورؤيتها تتحقق أمامي بهذا الشَّكل، فقط أتمنى أنّ تُحفيّ بحلقاتٍ من السُّرور حتى تُصبح كل زاويةٍ من حياتكِ مُزدهرة، حتى الحُزن يُولي سريعًا وتعودي للابتسام بلا تَوقف.