* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
±وِجَهة نَظر الكَاتِب.
+
الخَميس|| عند الثَّامِنة واثنين وخمسين دقيقة صباحًا.
كَان هَوتارو قد ألقى التَّحَية على زُملائه ما أنّ وَقعت قدماه بداخل الصَّف كما اعتاد، مُتلقيًا إجابةً لفظيةً من مُعظمهم، بجانب تَلويح الأخرين له، خَطا بذات التَّعابير المُّتهللة إلى مَقعده في الجِهة اليُسرى، بالصَّف الثَّاني من الأمام، شَعر بعد ثَوانٍ معدودة بربتٍ على كتفه، جَاعلًا إياه يلتفت إلى الخَلف، فَيجد رَفيقيه يُقابلانه بابتسامةٍ جَانبية، فيُردف صَاحِبُ الفِعل السَّابق: تَبدو بمزاجٍ جيدٍ يا فتى، ماذا حدث؟
أجاب الجَالِس بجانبه سابقًا المَّعني بالحديث، ليُزامن ذلك بنقره لكتفه بخاصته: مُنذ تَزوج إيزومي ونحن لا نَراه إلا بمزاجٍ كهذا كَاتسورو.
استطرد المَّعني بالإجابة الأخير قائلًا: أوه إذًا هكذا يبدو الأمر عندما تَرتبط بمن تُحب!، الأعوام السِّتة المُّنقضية وأنتما معًا وحتى مع اختلاف المَّشاعر والمُّسميات خِلالها قد أثمرت بنِهاية المَّطاف.
قَاطعهما المَّقصود بالحَديث أثناء تَلويحه بكفيه كنفيّ: تُوجد الكَثير من الأسباب يا رِفاق، أعلم أنَّها تُمثل الجُزء الأكبر منهم، لكن تُوجد لديّ أمورٌ سابقة أقوم بإكمالها قبل أنّ تستيقظ، عندما أنتهي من تماريني وأقرأ الجُزء المُّحدد أيِّ كِتابٍ أخترت قراءته وأصنع إفطارًا جيدًا بوقتٍ قياسي، جميعها تَجعلني مُسترخيًا وهادئًا، وعندما تنهض فهي تأخذ زمام الأمور وتُكمل ما تستطيع إكماله، قمنا بترتيب أمورنا منذ وقتٍ طويلٍ، لذا الأيام تَمرُ علينا بهدوءٍ ودون جِدالاتٍ كَثيرة لأنَّنا مُتفقان، ما يَهمّ هو التَّفاهم والاتفاق.
أجابه الصَّديق الأخر المَّدعو ب "كِيجي" حَال انتهائه: يُمكنني الاستفادة مما تَقوله عندما أرتبط بإحداهن، لذا استمر بالتَّحدث بمثل هذه الأحاديث، علّها تُساعد أحدنا ونَصل إلى عَلاقةٍ قوية مِثلك أنت وإيزومي.
لم يَكد أحدهم يَنطق بكلمةٍ واحدة، اثر دُخول أحد الطُّلاب، جاذبًا انتباه الجَميع إليه عَقب صَفعه للباب بقوة، تَساءلت إحدى الفتيات عمَّا يَحمله بجُعبته من أخبار مُنذّ أنَّه المَّسؤول عن نَقل ما يحدث خارج الصَّف لهم، ليُردف حَال استعادته أنفاسه: الأنسة هِينا عادت لتَصرفاتها السَّابقة.
أضاف فتىً أخر: ماذا فعلت هذه المَّرة؟ أظُنُّها تملك الكَثير من الطَّاقة لترتكب أفعالًا صِبيانية كل يوم.
يُجيبه المَّعني: استوقفت أحد الطُّلاب من الصَّف الثَّالث لكونه يَرتدي سِوارًا جلديًا ينتمي لفريق كُرة الطَّائرة، أخبرها أنَّه عضوٌ في النَّادي لكنها قلّبت الأحاديث كما تُريد، بدأت بتوبيخه لكونه تَقدم بالرَّد عليها وهيَ لا تُحب ذلك، ومن ثُمَّ عادت للثرثرة بشأنِّ السِّوار، لكن الأمر لم يَقف عند هذا الحد، أخذت تُوقف أيّ شخصٍ يَمرُ قريبًا منهما وتَضمه في حَلقة التَّوبيخ الطَّويلة هذه.
