* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
±وِجهة نَظر الكَاتب.
مَساء الخَميس|| الثَّامِنة وثلاثٍ وثلاثين دَقيقة.
انقضت بِضعة أيامٍ مُنذ اجتماع الفِتية الأخير بمَنزل هِيكارو للاحتفال بتخرجهم برفقة عائلاتهم، والذِّي سُرعان ما قاموا بنسيانه وانشغلوا باللَّعب معًا حتى انتهت أخر لِعبةٍ باعتراف الفَتاة، والذِّي تلاه تناولهم للعشاء ومن ثُمَّ انصرافهم بعد وقتٍ قَصيرٍ إلى منازلهم اثر تأخر الوَقت.
كَانت إيزومي قد تَجنبت لِقائهم أو إجابة اتصالاتهم لكونها تَعلم أنَّهم لن يَترددوا بالحديث معها بذات الشَّأنِّ لمراتٍ عِدة وإنّ حاولت تَغيير المَّوضوع، لذا كَانت تتكور بمنزلها ولم تلتقِ إلا بأخيِها ومِينا وبذات الحَال، واصلت تَجنبهما كما لو كانت تُريد الهَرب حتى يَنسوا ما قالته، فلا تَرغب بأيِّ تغييرٍ بفكرتها أو قولها سواءً كان مُجاملةً أو حديثًا منطقيًا كما يَفعل دائمًا.
بساعتهم هذه، كانت إيزومي قد خَرجت للتنزه برفقة شَقيقها بمنتزه المَّدينة المَّركزي، وبالتَّحديد مُقابلًا لواجهته البَحرية، أخذين مقعدهما أمامها، مُتبادلين أحاديث أخوية عن طُفولتهما، تخللتها مَشاعر الأكبر برُؤيته لها تَكبر أمامه وتتغير إلى الأفضل، وتحوّلها خِلال العامين المَّاضيين تَسبب ببهجةٍ لم يَتمكن من قِياس مِقدارها، فلم يَكن أنَّها تغيرت بجانبٍ واحدٍ فقط، فتحوّل شخصيتها وتحسن علاقتها مع شَريكها والباقين وإظهارها لعّينيها بعد وقتٍ طَويل، ومن جانبها هيَ، كانت مُمتنةً لهذه الأحداث وكل من كان سببًا لحدوث أحدها أو جزءٍ بسيطٍ منها، بجانب عدم تَصديقها لمقدرتها على التَّحرر من ظُلم والدتها وتنمر أقرانها بالمَّدرسة، لذا كان هذا أكثر شيءٍ لم تُصدق حدوثها حتى الأن...
واصلا الحديث بكل ما طرأ بعقلهما وعمَّا مرّا به من حُزن عندما لم يَتمكنا من الاجتماع لعامٍ كامل اثر انشغاله بدراسته ومن ثُمَّ مِينا مع تَحضيرها للترقية، بجانب اعتنائهما بالصَّغيرة لذا كان الوقت ضيقًا، وهيَ قامت بالتَّركيز على العمل الذِّي بدأته لئلا تُخيّب ظَنَّ مالِكة المَّكتبة، فبالكاد وجدت مكانًا يَقبل فتاةً بعمرٍ أقل من السَّابعة عَشر، والجميع من حولها بالمِّثل، فلم تَشأ أنّ تكون الوحيدة التِّي تَقف بالمُّنتصف في حِين كان أقرانها يواصلون التَّقدم إلى أحلامهم.
في الجانب الأخر من المَّدينة، كَان الفِتية مُجتمعين للعب معًا باستثناء أكبرهم، والذِّي أسرع بالمُّغادرة قبل لحظاتٍ معدودة، حاملًا بين يديه ورقةً بيضاء كانوا مُتأكدين من كونها مُمتلئةً بالكَثير، لرؤيتهم له وهو يجلس على مكتبه لأكثر من ساعة ويواصل الكِتابة، لكنهم لم يعلموا عمَّا كان يكتب...