* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
± بِضعة أعوامٍ إلى الخَلف|| مدرسة هِيراشي المُّتوسطة.
*
تَصدح أصوات اليَافعين بين زوايا المَّكان، مُعلنةً عن بِدء أسبوعهم الثَّاني لعامهم الجَديد، كَانوا قد بدأوا بأيامهم المَّاضية بالتَّعرف إلى معلميهم وزُملائهم كعادةٍ دائمة، يَسبقها حَديث المُّدير ومُساعده وترحيبهما بمن انضم حديثًا لهم من طُلاب الصَّف السَّابع، أو المنتقلين حديثًا إلى الصَّفين الأعلى.
في الطَّابق الثَّاني، حَيث تَقع فصول الصَّف التَّاسع بجوار بعضها البَعض، والتِّي يَسكنها الهُدوء بوجود الأساتذة بها باستثناء أحدها، والذِّي نتج عن تأخر الأستاذ المُّشرف لأسبابٍ غير معلومة بالنِّسبة لهم.
لكن هذا الإزعاج قد انقطع حَال فَتحِ المُّنتظر للباب لاهثًا، مما دلّ طُلابه على أنَّه كان يركض بطريقه إليهم، تتبعه طالبتان ممن انتقل إلى المَّدرسة حَديثًا بعد انتهائهما من الجَولة الاستكشافية المُّعتادة، مما دفع الجَميع للعودة إلى أماكنهم والتزام الهُدوء ليتسنى لأكبرهم التَّحدث بما عنده، فيأخذها هو كإشارة ليُردف قائلًا: أعتذر لتأخري، لكنني لن أقوم بالتَّعويض وأخذ جزءٍ من وقتكم لذا يُمكنكم الاطمئنان بهذا الشَّأن، لكن هذا ليس المُّهم، لَدينا طَالبتان قد انتقلتا اليَوم وتَمَّت إضافتهما إلى صَفكم لأنَّ عدد الفتيات هنا أقل، إيزومي وكَاوري، أتوقع منكم التزام الأدب معهما وتَجنب أيِّ أفعالٍ صبيانية...
حَال حُصوله على مَوافقةٍ شفهيةٍ منهم، أشار للفتاتين بالجُلوس في الصَّف الأخير يمينًا، فلا تُوجد أماكن شاغرةٌ عداهم، فتتقدم كلتاهما كما طَلب منهما، مُتجاهلين النَّظرات الغَريبة الوَاقعة عليهما، وبالتَّحديد إيزومي التِّي تُخفي عيّنيه أسفل خُصلات شعرها، مما يَحجب عنهم رؤية كامل ملامحها بخلاف صَديقتها، لكن سُرعان ما عاد انتباههم إلى أستاذهم، والذِّي شَرع بإكمال الدَّرس من حَيث توقفوا، فيدفعهم ذلك لإخراج كُتبهم والمُّتابعة معه لئلا يندموا فيما بعد.
+
خِلال استراحة الغَداء، كانت الفتاتان قد حملتا حَقيبتهما إلى إحدى البُقع الهادئة بجانب المَّبنى، بادئتين بتناول طعامهما، والتَّحدث عمَّا شعروا به اليوم وانطباعهما عن الأساتذة حتى انتهيتا، فيتزامن ذلك مع قدوم إحدى فتيات صفهما، يَتبعها بِضعةٌ أخرون، نَظرت كَاوري إليهم بتعبيرٍ مُستنكر، في حِين بقيت الأخرى على حَالها، تَجمع وتُرتب أغراضها بداخل الحَقيبة، فتتحدث الوَاقفة أمامهما: سأتغاضى عن حَقيقة تَجاهلكِ لي وعدم تَركيزكِ عليّ وأنا أقف أمامك وأتحدث بما لديّ، لا يَهمني شيءٌ بشأنكما ولا من أنتما، لكنني سأرسم لكما خطين واضحين، أولهما ألا تُفكرا ولو للحظةٍ أنَّ إحداكما ستسبقني حتى وإنّ أثنى الأساتذة من اليوم الأول، وثانيًا أبقيا أعينكما بعيدًا عن هُوتارو وإلا ستكون العَواقبُ وخيمةً عليكما، يُمكنكما أخذه كتحذيرٍ أو تهديد، فلا يهمني بأيّ صُورةٍ يَظهر لكما.