* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
±وِجهة نَظر الكَاتِب.
خِلال ساعات صبَاح السَّبت الأولى الهَادِئة، كَانت أصغر الشَّريكين قد استيقظت بوقتٍ مُبكر لإنهاء أعمالها الخاصة، ومن ثُمَّ تتفرغ لإنجاز ما خططت له من اللَّيلة المَّاضية، إذّ أنَّها أرادت صُنع شيءٍ مُميزٍ للأكبر مُنذ أنَّه قد حَصل على ترقيةٍ بعمله وعلاوة على أعماله الإضافية التِّي قَبل إنهائها ومُساعدة الأكبر سنًّا بذلك، مُتمنيةً أنّ تَقوم بعملٍ رائعٍ بمُفردها للمرة الأولى.
خِلال سَاعةٍ واحدة، تَغيّر حال المَّطبخ مِمَا كان عليه إلى واحدٍ أكثر فوضى، اثر استعجالها بالعَمل ومُحاولتها لفعل أكثر من شيءٍ بوقتٍ واحد، لكنها رُغم ذلك لا زَالت راغبةً بفعلها على أكمل وجه، مُتجاهلةً الهَمسات المُّحطمة التِّي أخذت تَدور بعقلها، بكونها لا تستطيع فعلها كالأكبر وأنَّها فاشلةٌ لا يُمكنها إتمام شيءٍ مهما حاولت.
عَقب انقضاء لحظاتٍ طَويلةٍ عليها بمُنتصف هذه المُّحاولات، وأثناء تَركيزها على ما بين يديها، سَمعت هَمس الفَرد الثَّاني بتلك اللَّحظة، مُخاطبًا إياها أثناء استناده جِذعه على الحَائط خَلفه: أضربت عاصفةٌ ما المَّكان دُون أن أشعر بذلك؟ ما الذِّي يحدث هُنا؟
أجابته دُون الالتفات نحوه: لم يَحدث شيء.
استأنف عندها حديثه: سأضع أغراضي وأتي لمُساعدتـ...
قاطعته بقولها: لا حاجة لذلك، سأفعل كل شيءٍ بمُفردي.
أجابها: لا يُمكنكِ فِعلها بمُفردكِ إيزومي، تَوقفي عن العِناد، تَعلمين جيدًا أنّ هذا الأمر صَعبٌ عليكِ.
ألقت المِّلعقة التِّي كانت بين يديها، مَلتفةً نحوه بتعبيرٍ جامد، مِما كان مُستنكرًا من الأكبر، فتُخاطبه عندها بقولها: إنّ أتيت إلى هُنا وأردت القِيام بكل شيء، فسأغادر أنا عِندها.
رَفع الفتى حاجبه باستنكارٍ واضح، دُون ذِكر شُعور الانزعاج الذِّي سَكنه، فيتقدم نحوها حتى أصبح واقفًا أمامها، فيتحدث عندها بنبرةٍ تُترجم ما يَشعر به من انزعاج: ما خطَبكِ إيزومي؟ لم أقل شيئًا يدفعكِ للتحدث معي بهذه الطَّريقة، قلت أنَّني سأُساعدكِ فقط لذا على الأقل تحدثي معي بطريقةٍ أقل لؤمًا من هذه.
أجابته: لن أجادل، إمَّا أنّ أتواجد أنا أو أنت.
أجابها: لا أنا من سأُكمل ما تَبقى، سيحلّ المَّساء وأنتِ لم تُنهي نِصف العَمل.
شَعر هُوتارو بوقع كَلماته عليها حَال رُؤيته للنظرة بداخل عيّنيها، مِما جَعله يَرغب بالتَّحدث بشيءٍ مُختلف، لكنه وجدها قد هَربت من أمامه، صاعدتً إلى حُجرتها دون الإدلاء بكلمةٍ إضافية، مُتجاهلةً بذلك هتفه العالي ومُحاولته لإيقافها.