* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *±وِجهة نَظر الكَاتِب.
صَباح اليَوم التَّالي، كَانت إيزومي قد اختارت البَقاء بمُفردها بإحدى الزَّوايا، منذُ أنَّها لم تملك طاقةً للتواصل مع أحدهم، ولامتلاكها بعض الأفكار التِّي أرادت فهمها، دافعةً بذلك الجميع عنها بمن فيهم كَاوري.
بلحظتها، جَلس هُوتارو مع بقية رِفاقه باستثناء رين وكَاوري اللَّتين رغبتا بالسَّير لبعض الوقت، مُتبادلين مُختلف الأحاديث حسبما يَخطر بعقولهم، حتى تَقدم كِيجي بالسُّؤال بما بعقله عَقب بقائه صامتًا ومنُصتًا لأحاديثهم، مُخاطبًا الأكبر بقوله: ما الذِّي حدث بينكما هوتارو؟ لقد لاحظتُ أمرًا بها ولا يُمكن أنّ أكون مُخطئًا به، عندما تكونان مُتشاجرين، يستحيل عليكما القدوم معًا أو على الأقل مُواصلة السَّير هكذا حتى تدخلا الصَّف، وعندما تَكون حزينةً لسببٍ ما فأنت لا تتركها حتى تستعيد مزاجها، لكنها اليوم حَزينةٌ وبشدة وحتى عناقك لها ومواصلتك مُشابكة كفيكما معًا لم يُغير شيئًا، وفوق هذا أعطيتها المَّساحة للجلوس بمُفردها وهذا غريب، فدائمًا ما تَبقى معها ولا تتركها تَحظى بمثل هذه اللَّحظة المُّفردة، ما الخَطب؟
تنهد باستسلام، مُطلقًا أنفاسه المُّتراكمة برئتيه، مُدركًا أنَّه لن يَتمكن من إبقائه لنفسه ما دام كِيجي قد تَقدم بسؤاله عنه، فيُجيب عَقبها: أرادت الطَّهو بمُفردها فعل كل شيء قَبل أنّ أعود، لكنني عدت بوقتٍ مُبكر ورأيت المَّكان بحالة فوضى شديدة، ألقيت كلماتي كمزحة أنّ عاصفةً قد عَصفت بالمَّطبخ لذا سأعود وأُساعدها، لكنها غضبت وأخبرتني أنَّها لن تَبقى إنّ دخلت وحاولت المُّساعدة، وتشاجرنا بسبب ذلك، وعندما أردت التَّحدث إليها وجدتها تَبكي بمرارة، علمت منها أنَّها أرادت صُنع شيءٍ لأجلي كتهنئةٍ على ترقيتي، لكن حديثي جعلها تَشعر بكونها عديمة النَّفع وحمقاء ولا يُعتمد عليها، حتى بعد نزولنا وتناولنا الطَّعام معًا وتحدثي معها كثيرًا، إلا أنّ أفكارها بهذا الشَّأنّ قد أخذت حيزًا لا يُستهان به، لذا تُريد إصلاح كل شيءٍ مع نفسها، وهذا ما دفعها للجلوس بمفردها بعيدًا عنَّا.
لم يَنتبه الأكبر لرَفيقه الذِّي قام برفع كَفه، حتى شعر بصفعةٍ على ظهره، دعته لشتمه تحت أنفاسه، مُحدقًا به بتعبيرٍ ساخط، فيَجده يُبادله التَّعبير، مُخاطبًا إياه بنبرةٍ تُشابه تعبيره: كم عليّ تَذكيرك بمُراقبة حديثك معها بهذا الشَّأن، إنَّها تُحاول جاهدة، لم عليك فِعل هذا؟ النَّظر إلى وجهها كافٍ بجعلنا نُدرك كم هيَ مُحبطةٌ وحزينة، متى ستعيّ ذلك؟
أجابه: إنَّني أُحاول أيها المَّعتوه، لكن أخطئ بين ذلك وهذا طبيعي لأنَّني لا زلت لم أحصل على ما يكفي من الوقت معها لنتحدث بأمور عميقةٍ كهذه ومخاوف وأفكارٍ تعيسةٍ أخرى غيرها، لا يزال صعبًا عليّ لكنني أُحاول بين مرةٍ وأُخرى أنّ أُحسن التَّصرف وأتلافى قدر المُّستطاع مثل هذه الأمور، لكنني لا أستطيع تحقيق كل شيء بمثالية كما تعتقد، فأنا لا أزال أجهل الكثير عنها وعن التَّعامل مع هذه الجَوانب المَّجهولة.