* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
±وِجهة نَظر الكاتِب.
الحَادية عَشر وخمسٍ وعشرين دقيقة.
+
كَانت إيزومي برِفقة البَقية بمُنتصف مكتبتهم الجَديدة قَريبة التَّدشين، منغمسين بما بين أيديهم من أعمال، فمنهم انشغل بتفقد ورَصد الكُتب المَّوجودة، وأخرون يُثبتون الرُّفوف الخَشبية ، أو من يَقوم بتنظيفها وإزالة أيّ بُقعٍ عليها، وبقيتهم يُكملون تَرتيب الأجزاء وإخراج الزَّوائد والصَّناديق الفارغة خارجًا، وهي إحداهم بجانب إحدى زَميلاتها من الصَّف، تُدعى أكَانِي، تَحكيّ لها بمَشاعر مُبتهجة عمَّا دار بين عائلتها وعائلة خَطيبها وما يُخطط لفعله عند انتهاء فَصلهم الدِّراسي، قائلةً: أخبُرتكِ قبلًا أنّ أبي صارمٌ وكَثير البحث عندما يتعلق الأمر بتَقدم أحدهم لي أنا شقيقتاي، حَدث ذات الأمر مع أختي الأكبر، ظلّ يبحث لقُرابة الأسبوعين بشأنِّه وسأل الكَثير ممن يَعرفهم حتى اطمأن بكونه رجلًا جَيدًا سيصون ابنته، ومن ثُمَّ الثَّانية والأن دَوري وقد وَجده كما تَمنَّى.
تُجيبها المُّقابلة لها: أيُوجد سببٌ يدعوه لفعل هذا؟ أعلم أنَّه من الجَيد أخذ وقته بمثل هذه الأمور، لكن لمَ يُدقق بكل التَّفاصيل؟
تُجيبها: أبي يَملك شقيقةً واحدةً فقط، كَان يحاول حمايتها والاعتناء بها جيدًا، لكن جديّ تَهوّر قليلًا عند زواجها ونَتج عن ذلك تحطيم قلبها، فمن تزوجها كان مُتلاعبًا يَبحث فقط عن التَّسلية والعبث، لم يُحاول تحمّل القليل من المَّسؤولية حتى بعدما وَلدت طِفله، لذا فعل هو وإخوته ما كان بين أيديهم لتحريرها منه، وبقوا معها حتى استطاعت الخروج من صَدمتها واستعادة قوتها، كان درسًا شديد القسوة لهم لذا حَرصوا على البحث والسُّؤال قبل موافقتهم على زواجها الثَّاني، وطُبقت هذه الطَّريقة على أنفسهم أولًا، والأن يَسري الأمر معنا، وبالنِّسبة لجدي، فقد كان يملك فكرةً مُعينةً تجاه امتلاك ابنة، لذا استعجل بموافقته وحدث ما حدث.
غادرت "أوه" صغيرة من بين شفتيّ الفتاة حَال فهمها لمَ قالت، فيتبع ذلك إجابتها لها: اذًا ما الذِّي تُخططين له؟
تُجيبها بعد إلقائها لمَ كان بين يديها: أخبرته أنَّه سيكون عائليًا، فبعد سماعي لتجربتكِ وما حدث معكِ، طلبت ذلك وقد وافق بعد فهمه لسببي، كِلا العائلتين قبلتا كذلك، كنت خائفةً أن يرفض والده مُنذ أنَّه اجتماعيٌ جدًا ويحيطه الكثير، سأمتحن أخر امتحانين بذات اليوم لأحصل على فرصة الاستعداد للزفاف، سيكون يوم الخميس لذا سأستغل الثُّلاثاء والأربعاء لذلك، لا يُمكنني تَخيّل الامتحان والاستعداد له بنفس اليوم، هذا جُنونٌ مُؤكد.