* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
±وِجهة نَظر الكَاتِب.
السَّبت|| الثَّانِية والنِّصف بعد الظَّهيرة.
+
كَان كِيجي قد انتهى من جَدول تَمارينه مع فَريق كُرة السَّلة مُنذُ ساعتين أو ما يَزيد عليها، لكنه قرر البَقاء لمزيدٍ من الوَقت والتَّمرنّ بمُفرده على كل الأجزاء التِّي شَعر بعدم إتقانه لها تمامًا، ومُستغلًا بذلك لحظات انتظار صَديقه والذِّي حَضر إليه عند الثَّانية وبِضع دقائق بأنفاسٍ مُتدافعة اثر رَكَضه طِوال الطَّريق، لئلا يَتركه بمُفرده مُنتظرًا أكثر من اللازم، لكن سُرعان ما تَحوّل القَلق إلى تَعبيرٍ مُبتهج عند سماعه له يُخبره بأنَّه لم يَشعر بالوقت، اثر انغماره بإكمال ما خطط له، لَيكون اجتماعهما هو لَحظة مُغادرتهما للتَسكع وتناول مُختلف الوَجبات حتى موعد عودتهما إلى السَّكن.
أثناء سَيرهما باتجاه المَّطعم المُّختار لتَناول الغَداء، ومع انشغالهما بقصّ كاتسورو على الأخر ما حَدث خِلال السَّاعات المَّاضية، وَصلهما هَمسً أنثويٌّ مألوفٌ لكليهما، مُخاطبةً صاحبته كِليهما: انظروا من لدينا هنا...
التفت كِلا اليَافعين باتجاه الصَّوت، لتَتسع ابتسامة المُّتحدث أنفًا حال رُؤيته لشقيقته الأكبر وزوجها، ليَندفع مُعانقًا إياها بِضيق، يلتفّ حولهما صَوتُ ضَحكها وثناؤها على شَقيقها الأصغر، ليُردف الوَاقف بجانِبهما: هذا يَبدو لطيفًا، لمَ لا أحصل على عناقٍ مِثله من شقيقي الأصغر؟ ألا تفتقدين أيَها الوَغد الصَّغير؟
قَلّب المَّعني بالحديث عَيّنيه بمُنتصف ضَحكه، مُتقدمًا لعِناقه كما سأل، ومن ثُمَّ يُجيبه بنبرةٍ ساخرة: المَّعذرة لكنك لست لطيفًا مِثلها.
شَعر المُّتحدث بصفعةٍ مُتوسطة القوة على ظهره، داعيةً الشَّقيقين للضحك على حالهما الدَّائم، فتُردف الفتاة بسُؤالها: من الغَريب رؤيتكما بمُنتصف المدينة وعند هذه السَّاعة، أحصلتما على ساعات تدريبٍ طويلة؟
يُجيبها شَقيقها: بالنِّسبة لي أجل، لكن كِيجي قد قَضى المَّزيد من الوقت بالتَّمرن بمُفرده.
أردف الواقف مُقابلًا لليافعين: مهما ازداد عُمره فلا يَزال يُحب قَضاء الوقت بمُفرده متى ما سنحت له الفُرصة، إذًا وبما أنَّكما بذلتما الكَثير من الجُهد، ولأنَّنا لا نَحظى بما يَكفي من الوقت معًا، أتُمانعان دعوتنا لكما على الغداء؟
يُجيبه شقيقه: ظَنَنتكما خرجتما بموعدٍ أو ما شابه...
تُجيبه الفتاة: لا فقط خَرجنا لتجديد طاقتنا بدلًا من الجُلوس بالمَّنزل دون فائدة، أيُمكننا أخذ التَّعبير الذِّي يعتليكما كموافقة؟