* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
±وِجهة نَظر الكَاتِب.
عَودةً إلى الحَاضر|| صَباح يوم الأربعاء، التَّاسِعة وأربعة دَقائق.
بهذه السَّاعة المُّبكرة، كَان هُوتارو مُستقرًا بالمَّطبخ، مُواصلًا إعداد الإفطار لهما بعدما عَجز عن العَودة للنوم، إذّ أنَّه مُنذ استيقظ من الخَامِسة بعد سماعه لأنين الأصغر، أخذ يَعتني بها عندما وجد حَرارتها قد ارتفعت نَتيجةً لإصابتها، مِما كان مُتوقعًا بالنِّسبة له، لكنه لم يَشعر بأيِّ انزعاج، لعلمه بكونها لم تَحصل على ما يكفي من الرَّاحة نَتيجةً لذلك.
كَان قد اتصل بطبيبتها لمَعرفة ما يجب عليه فعِلها بمثل هذا المَّوقف خاصةً وأنَّها كَانت تُعاني من ألمٍ لا يُحتمل حد عدم تَمكنها من تَكوين كلمةٍ مَفهومة، فقط دُموعها تُواصل الانهمار نَتيجةً لمَ تَشعر به، فتُخبره بالتَّركيز على خَفض دَرجة حَرارتها قد الإمكان، وعندما تستيقظ وتتناول الإفطار أنّ يُضاعف جُرعة الدَّواء لها فقط لهذا اليَوم مُنذ أنَّها البِداية.
أيقظه صَوت جَرس المَّنزل، مِما كان غَريبًا عليه أنّ يأتيه أحدهم بهذه السَّاعة، فَيتقدم إلى الباب لفتحه ومعرفة الزَّائر، فيَجد شَقيق إيزومي الأكبر مُستقرًا أمامه، يُحاول التقاط أنفاسه، فيَدله ذلك عن كَونه أوقف العَربة وبدأ بأخذ خُطواتٍ عَجِلة إليه، فيُفسح الطَّريق له ليَدخل، لكن الأكبر قد أوقفه بعناقه له كَتحية، مُتبعًا ذلك بقوله: أعتذر إنّ كُنت قد أيقظتك، لكنني لم أستطع البقاء ساكنًا مُنذ وَصلت قَبل وقتٍ قَصير، أوصلت مِينا والصِّغار إلى المَّنزل وأتيت، كَيف حالكما؟
نَفى الفَتى برأسه له بتعبيرٍ مُتهلل، كما لو أراد إخباره أنَّه ما من حاجةٍ للاعتذار، مُشيرًا له بكفّه أنّ يَلج إلى المَّنزل عِوضًا عن كَونه واقفًا هكذا، فيأخذ خُطواته داخلًا حتى استقرا بمُنتصف صَالة الجُلوس، فيُردف أكبرهما سائلًا: كَيف حالك هُوتارو؟ كَيف أصبحت إيزومي؟
أجابه حَال أخذهما مَقعدهما على الأريكة: أنا بخيرٍ حَقًا، أما عن إيزومي فلا يُمكنني الإجابة بشيءٍ واحد، اضطرت لتحمل ألم الخِياطة لأنَّ مَكان إصابتها يَصعب وَضع مُخدرٍ موضعي لها، حَاولت الصُّمود وكَبح نفسها، كان من الصَّعب رُؤيتها وهي تُعاني لكنني لم أملك شيئًا عدا التَّحدث إليها قدر المُّستطاع حتى انتهت، وعندما انتهت سَقطت نَائمةً طِوال الطَّريق حتى المَّساء، وعندما استيقظت كَانت حَزينةً جدًا على ما حدث، على الرَّغم من كَونها شاركتني بعض مَشاعرها لكنني متأكدٌ من كَونها لم تُفصح عن كل شيءٍ، وبالأمس لم تستطع النَّوم من الثَّانية لكنها بقيت تتحمل بمُفردها حتى الخَامسة وعندها أيقظتني، هيَ نائمةٌ حتى الأن ولم أشأ إيقاظها.