* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
±وِجهة نَظر الكَاتِب.
الحَادية عَشر وسبعٍ وعشرين دقيقة.
كَان الأخوان قد وَصلا إلى المَّكتبة حَيث يتواجد البَقية، والجين إليها عَقب سماح الحارس بدخول الأكبر، باحثين بأنظارهما عنهم، فيَهتف كوساناغي باسم أكبرهم، فتأتيه الإجابة بقدومه إلى المُّنادي، فتتسع عيَناه برؤية الفتاة قد حضرت برفقة شَقيقه، مِما دفعه ليَهرع إليها مُتفقدًا إياها، فيجدها تُحدق بقلقٍ بالمَّكان لوقت. مِما دَفعه للتحدث، جاذبًا انتباهها إليه: أنتِ بخيرٍ إيزومي؟ أتشعرين بتحسن؟
أخفضت أنظارها أرضًا، مُتحاشيةً بذلك حدوث اتصالٍ بصريٍ بينهما، مِما أعلمه بكونها تَشعر بالسُّوء ومَثيلات هذا الشُّعور، فيتقدم عندها بالتقاط كفها بكفه، مستأذنًا بالمُّغادرة معها إلى الجُزء الخَلفي من المَّكتبة بمُفردهما، فيصله وَداع شقيقها الأكبر لهم لكونه يَملك أمورًا يُريد قضائها، فيُجيبه على عَجل قَبل أنّ يَستكمل خُطواته معها إلى حَيث أراد.
حَال توسطهما للمكان، اتخذ مَقعده بزاويته بعيدًا عن ضوضاء رِفاقه، مُجلسًا الفتاة أمامه قَبل أنّ تَتمكن من الاعتراض، فيَلحظ مُواصلتها التحديق بالأرجاء بقلق، مِما دفعه لتَكويب وجنتيها بكفيه، مُثبتًا أنظارها عليه، مُخاطبًا إياها بقوله: لا مَهرب الأن إيزومي، أخبريني بكل شيء، لن أغضب منكِ أو أُوبخكِ وأنتِ تُدركين هذا جيدًا، لذا اسردي كل شيءٍ من البداية، لا يُوجد هنا أحدٌ عدانا.
أخذت تَلتقط أنفاسًا قَصيرة في مُحاولةٍ لتهدئة نفسها والتَّحكم بدموعها، لكن الأكبر كَان أسبق بإيقافها عن فعلها، مُستأنفًا الحديث بقوله: لا تَكبتي البُكاء، تحدثي وابكي بذات الوَقت، توقفي عن الكِتمان وبالتَّحديد معي.
كَانت عَيناها قد تغطتا بطبقةٍ زُجاجيةٍ من الدُّموع مُنذ أنَّها قد توقفت عن حَبسهم، فتُجيبه بنبرةٍ باكية: طَلبني المُّشرف لبضعة مرات وجميعها كان لأجل إقناع البقية بالعودة واستئناف العمل، لكنني كُنت أتردد بالذَّهاب إليهم خاصةً وأنَّني أَعي مَشاعرهم تِجاه الأمر ورفضهم الثَّابت، لكنه كان يَضغط عليّ كثيرًا بمُختلف الطُّرق لذا ذهبت وتحدثت إليهم.
كَانت الشَّهقات قد بدأت بالاندفاع واحدةً تُلو الأُخرى مع تَقدمها بالحَديث، لكنها ورغم ذلك واصلت الحَديث، قائلةً: صَرخ الجميع بوجهي بكوني مجنونة أو ما شابه، فبعد كل ما حدث أعود وأتحدث إليهم، حتى عندما أخبرتهم أنَّه ليس بإرادتي إنَّما بضغطه كَانوا يُواصلون الصُّراخ والإساءات، ومن ثُمَّ انتقل الأمر إلى لومي بالمَّقام الأول لقدومي بهذه الفِكرة...
لم أجبر أحدًا على المُّشاركة هوتارو، أنا أقسم أنَّني لم أفعل، جَميعهم التحق برغبته وذلك بعد إفصاح المُّرشد عن الأمر، لمَ يقومون بإلقاء اللَّوم عليّ؟ لستُ المُّتسببة بالجدال بين المُّدير وشَركة البِناء أو المُّتسببة بانهيار المَّكان علينا، لمَ عليهم التَّصرف بهذه الطَّريقة؟ الجَميع كان سعيدًا ومُتشوقًا ليوم الافتتاح، لمَ الأن يتصرفون بطريقةٍ مُختلفة؟ لستُ المُّذنبة، أنا فقط أقع بينهم وأتحمل كِلا الطَّرفين، لمَ يحدث هذا معي؟