* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
±وِجَهة نَظر الكَاتِب.
مساء الأحد|| السَّابعة وستٍ وعشرين دقيقة.
+
كَانت الأحداث الثَّقيلةُ قد عَصفت بأيام إيزومي بشدةٍ لم تَعهدها قبلًا رُغم ما كانت تمرّ به من سُوء، إذّ أنَّ والدتها قد عادت لطلبها مرةً أخرى على غير العادة، لكنها لم تكن متوقعةً أي شيءٍ جيد، فبنهاية المَّطاف لم تكن لتتغير معاملتها لها مهما تحدث الجميع إليها.
وقد أصابت هذه المرة كذلك، إذّ أنَّها وفور وصولها قد حصلت على دفعةٍ قوية منها، تَسببت بحصولها على كدمةٍ بساعدها الأيمن، يتلوها الكَثير من التَّوبيخ لكونها وقعت بنزاعاتٍ لا تُذكر مع إحدى فتيات الصَّف والتِّي لم تكن عدا ناتسو، حاولت التَّبرير لها بقولها أنَّ الأخرى هي المُّذنبة لكونها استمرت باستخدام حيلٍ قذرة لإبعادها عن المركز الأول، لكن حديث والدتها قد أضاع ما كان تحمله من كلمات، إذّ أنَّها قد أخبرتها أنّ تبتلع كل شيء حتى وإن عنى ذلك الحصول على أيّ ضرر جسدي وترضخ دون مقاومة، فلا حق لها بذلك ولا تُدافع عن نفسها أو تحاول حتى، كانت هذه الكلمات كفيلةً بحجب عقلها عمَّا يتواجد حولها، مغادرةً المَّكان دون الاهتمام بالصُّراخ خَلفها والشَّتائم، عائدةً إلى السَّكن كما لو كانت التهديدات المُّلقاة عليها لا تعطي أيّ تأثيرًا بهذه اللَّحظة.
في حينها، كان رِفاق هُوتارو قد أتوا لزيارته للمرة الثَّانية منذُ انحلّت مُشكلته معهم، راغبًا بمعرفة رأيهم بشأنّ أحدثّ ما تعلّمه من وصفاتٍ لذيذة، رغمّ معرفته بكونهم يحبون كل ما يعده دون استثناء، مما كان كفيلًا بجعله يبتهج كلما أعدّ شيئًا لهم، لكنه قد رغبَ بمُشاركة إيزومي كذلك، فيجدهم مؤيدين لرغبته، طالبين منه التَّوجه إليها ودعوتها لتناوله معنا، لكن كل شيءٍ قد انقلب بلحظةٍ خاطفة، مُغيرًا معه هالة المَّكان إلى واحدةٍ أكثر ضغطًا، إذّ أنَّه قد طَرق الباب لبضع مرات دون أنّ يحصل على إجابةٍ كما اعتاد، لذا قرر الهتف لها بكونه سيَدخل، فيشعر بدمائه قد توقفت وجَسده قد تَجمدّ مكانه، يَنظر بفزعٍ إلى الجَسد الواقع أرضًا والدِّماء تُلطخ ساعديها وجزءً من مَلابسها، اندفع هاتفًا لرفاقه بعيّنين تكدست بها مِياهُها المَّالحة، حاملًا إياها بين ذِراعيه بعدما تأكد من وجود النَّبض، كَانت الصَّدمة ذاتها قد سكنت البقية بجانب بُكاء الفتاتين، ليَهتف كِيجي به أنّ يأخذها إلى المَّشفى وسيتدبر هو أمر المَّدير ويُخبره...
حَال وصوله، كَان عاجزًا عن الوقوف بسبب ارتعاش جَسده حتى كَاد يَسقط أرضًا، لولا إسناد شقيقه له، مُعينًا أخذا إياه ليجلس على الكُرسي المُّجاور لهم، تَبع ذلك ببضع دقائق وصول صديقهم بعد إعلامه للمدير وتغييره القليل من الأجزاء لئلا تتفاقم المُّشكلة، منضمًا إليهم بانتظار الطَّبيبة أنّ تُغادر وتُخبرهم عن حالها.