* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
±وِجهة نظر الكاتب.
الخَميس|| السَّابعة واثنين وأربعين دَقيقة.
كَانت الأيام الأخيرة من هذا العام الدِّراسي قد حلّت، حاملةً معها ذات الشُّعور الثَّقيل غَير المُّحبب لدى الطُّلاب، فعلى الرغم من كونهم راغبين بقدومها عاجلًا، إلا أنّ تَذكرهم لأمر الامتحانات والتَّعب المُّرافق لها، كفيلٌ بجعل هذه الحماسة تخمد ولو قليلًا.
باستثناء أولئك الذِّي بَلغوا المَّرحلة الأخيرة من سنواتهم الدِّراسي، فلم يعد لمِثل هذه المَّشاعر مكانٌ بأفئدتهم، فاللَّحظة المُّنتظرة لوقتٍ طَويلٍ قد آتت، فأيُّ شيءٍ قد يُشتتهم عنها؟
لكن الأمر لم يَكن سيانًا للبعض مِمن كانت إيزومي من ضمنهم، فتغيبها عن أحد امتحاناتها نتيجةً للمرض، جعلها تتأخر عن أقرانها وتضطر لخوضه بيومٍ مُتأخر، حد عدم استطاعتها حُضور حفل تخرجهم لانشغالها بدراسته، على الرَّغم من شُعورها بالحُزن لحدوث ذلك، إلا أنَّها لم تَملك شيئًا لفعله عدا تجاهله.
لكنها لم تُدرك رَغبة عائلتها ورِفاقها بإبهاجها بطريقةٍ مُختلفة، تعويضًا لها عمَّا كان خارج نِطاق تحكمها، إذ أنَّهم قد قاموا بإيهامها بأنّ احتفالهم بمنزل العائلة سيكون مُركزًا على الجَميع، ليتسنى لهم تَشارك الفرحة معًا، لكنهم قد أعدوا جُزءًا خاصًا لها حال عودتها من امتحانها المُّتأخر.
حال عودتها بعد إنهائها ما بقي لها من عمل، طَلب إيمي منها ابتياع شيءٍ ما لأجلها ما دامت ستمر بالمَّركز التِّجاري عند عودتها، مِما كان كافيًا لتأخيرها لمزيدٍ من الوقت، لكنها لم تهتم بذلك أو تُعارض، فوقع الحُزن بداخلها مِما حدث بيوم تخرجهم لا يَزال مُؤثرًا عليها، وإنّ تظاهرت بخلاف ما تَشعر به.
حال أن وقعت خطواتها الأولى بداخل المَّنزل، سَمعت صَوتًا عاليًا قد أُصدر بلحظةٍ مُفاجئة، مِما دفعها لرَفع رأسها ببعض التفاجؤ، فتُدرك أنَّه قد صَدر من قُنبلة الاحتفالات التِّي قام كاتسورو بتفجيرها، ولِين وهِيديكي اللذِّين قاما بإلقاء بعض البالونات عليها بلا هدف، يليه اندفاع شَقيقهما الأكبر نحوها حتى استطاع عِناقها، فتحين لحظة استيعابها لمَ يجري، فتُخفي وجهها بكتفه على الفَور، مِما أعلمهم أنَّها ستبدأ بالبُكاء الأن بعد مُواصلتها الكَبت لبضعة أيام، لكنهم لم يكونوا ليعترضوا أو يُحاولوا إيقافها.
كان هُوتارو قد ضَيّق عناقه لها، مُؤرجحًا جسديهما معًا لدقائق معدودة حتى وجدها قد ابتعدت عنه، مُزيلةً ما تَبقى من أثار الدُّموع على وجنتيها وأسفل عينيها، فتنظر بعينيه ما أنّ قامت برفع رأسها، فتكون الابتسامة الحمقاء التِّي ارتدتها ملامحه سببًا كافيًا لإضحاكها، مِما كان مُبهجًا لقلبه، فيُخاطبها بمُنتصف ضحكها: ما دَام الحُزن قد تَلاشى، وأشرقت الابتسامة على هذا الوجه اللَّطيف، لننضم إلى البقية ضَوئي.