لا تنسوا ذكر الله، والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ 🥀.
«الفصل القصير اعتذر»
.
.
.
الفصـــــــــل الثالثعندما كانت زهية تختار هديــة لابن اختها "فِراس"، التقطت اذناها أصوات عالية، قادمة من الناحية الأخرى للمحل الكبير.
حثها فضولها لمعرفة ما يحدث، رغم تحذيرات عقلها، الذي يذكرها بتوصيات اختها و "فِراس" عن الإبتعاد عن أي مكان ترى او تسمع أن به فوضى او شجار!
« هل أذهب لرؤية ما يحدث واشبع فضولي، او اتبع عقلي الذي يحثني على الإبتعاد؟»
سألت نفسها بفضول وحماسة، كأنها تختار بين اللون الأبيض أو الأسود!في الأخير تغلب فضولها على عقلها، وتحركت مسرعةً لرؤية ما يحدث؛ وصلت للمكان المنشـــود، لتجد فتاة شابة، ذات شعر أسود تقف أمام شاب بكل جرأة وقوة، وخلفها امرأة منتقبـــة.
لم تحتج لمعرفة سبب الشجار الواقع؛ فملامح الشــاب يظهر عليها العبث و قِلة الرجولة، و يبدو أنه تحرش بتلك المنتقبــة، و الشابة الجريئة تدافع عنها
«ربما صديقتها او أختها؟!»
هكذا فكــرت زهيــة بينها و بين نفسهافجأة اتسعت عيناها باعجاب، عندما رأت الفتاة الشابة تبصق على وجه الشـــاب بكل بــرود، لكن لم تدم نظرات الإعجاب في عينيها، فسرعان ما تحولت لقلق، عندما رأت الشاب يرفع يداه ليصفعها، وقبل أن تتحرك لتقديم يد المساعدة.
فوجئت برجلٍ كبيرٍ في السن، ظهر من العدم، يمسك بيد الشاب بكل قوة، وأعين غاضبة!
.
.
.
.
.تلك اليد التي أمسكت يد الوقح، لم تكن إلا يد والد "صفاء"، الذي لحق بهم إلى السوق، بعد أن أخبرته صغيرته الواشية بمكانهن عبر رسالة أرسلتها له حين رأت اتصاله
أردف السيد" بلال" بأعين تشع غضبًا، ويداه لا زالت تمسك بيد الواقف أمامه بوجهٍ مرتبك، بدأ الخوف يظهر عليه:
- يدك هذه إذا رفعت على فتاة مرةٌ أخرى، سأقطُعها لك بدمٍ باردٍ، وارمي بها إلى كلاب الشارع!فر الشاب هاربًا من أمام كتلة الغضب الواقفة أمامه بشكل مهيب؛ لا يستطيع الرد عليه ولا الوقوف أمامه، لا وجه بينهما للمقارنة، فجسد السيد "بلال" - بالرغم أنه في بداية الخمسينات - إلا أنه قوي ورياضي، يفوق جسده الهزيل! كيف لا وعمله كعميد في الشرطة، منحه القوة الجسدية، والشخصية المهيبة!
لم تمر ثوانٍ، ووجه أنظاره الغاضبة نحو زوجته المصون، سائلًا إياها بنبرة ساخرة:
- أليس هناك شخص يودعى زوجكِ عليك استئذانه قبل خروجك إلى مكانٍ ما؟خجلت "سارة" التي جاءت لتساعد ابنتها ضد هذا الوقح، رغم غضبها وحنقها منها:
- احم... لم تكن في المنزل، وحاولت الاتص...رفع يده، مقاطعًا إياها بصرامة:
- لا داعي للكلام، لنا منزل يجمعنا!أومأت "سارة" بقبول؛ هي أكثر من تعرف كيف يصبح زوجها عندما يغضب، يغلق أذنيه عن الاستماع لأي مبررات، ويتخذ وضع التجاهل ببرود قاتل!
شكرت الفتاة المنتقبة "صفاء"، واعتذرت على المشكل الذي وقع بسببها؛ نظرت "صفاء" بارتباك إلى والدها الذي يطالعها بحنق، قائلاً بغضب مكتوم:
- أما أنتِ فقد مللت من مشاكلك، أنت...وقبل أن يكمل وصلت عتابه، قاطعه صوت من خلفه، يهتف باسمه بنبرة متعجبة:
- سيد "بلال"؟!التف ورآه ليرى صاحب الصوت، والذي لم يكن إلا بطلنا "فِراس":
- "فِراس"! ماذا تفعل هنا؟رفع يده التي تحمل الأكياس بطريقة مرحـــة، مشيراً إلى والدته خلفه:
- أنا في مهمة تسوق، كما ترى سيدي العقيد!ابتسم السيد "بلال" ابتسامة صادقة، وهو يرى زوجة صديقه الراحل تتقدم إليهم بوجه بشوش ووقار.
ألقى عليها السلام باحترام، كذلك فعلت زوجته التي لأول مرة تراهم، لكن لا تعلم لماذا شعرت بالراحة تجاههم، وكأنها تعرفهم منذ سنين!
.
.
.
.
.
.أما صفاء؛ فقد كانت تحدق به بلا تصديق، رأته صباحًا فقط، وتسلل إلى قلبها كسارق! وها هو الآن يقف أمامها بهالة الهيبة التي تحيط به، كشعاعٍ من نور!
أفاقت من حالة الشرود التي تلبستها، على صوت أنثوي يتحدث إليها بانبهار وإعجاب:
- أوه يا فتاة كنتِ رائعة!نظرت صفاء باستغراب تجاه تلك الفتاة المنتقبة، للوهلة الأولــى ظنتها الفتاة التي دافعت عنها، لكنها تذكرت أن الفتاة غادرت
«إذن من هذه؟»
حدثت نفسها ببلاهةمدت الفتــاة الشابة يدها، تعرف بنفسها بحماس:
- أهلًا! أعرفك بنفسي: زهية.. خمسة وعشرون سنة... عان.. احم اقصد عازبة.. وظيفتي في الحياة قراءة الروايات والكتب.. و..تابــعت مشيرةً بإصبعها إلى الواقف مع والداها بخبثٍ أنثوي:
- خالة الشاب الوسيم، الذي برقت عيناك لمرآه!
.
.
.
.
#يتبع 🥀🥀
أنت تقرأ
رواية صفاء الروح 🥀
Randomفي هذه الرواية لا تتوقع أن تجد بطلًا خارق القوى، ثريًا ثراءً فاحشًا، ولا بطلة جميلة جمالًا خارج أسوار الطبيعة، ذات براءة تشبه براءة الأطفال.. هنا ستجد عزيزي القارئ؛ شخصيات عادية... صادفتها على أرض الواقع أو كانت جزء من دائرة معارفك! مهما اغرانا ا...