الفصل العشرون

333 29 49
                                    

لا تنسوا ذكر الله، والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ

المهم اذا ما حبيتو تصوتوا على الاقل علقوا على الفقرات.. والله هذا شيء يسعدني..
.
.
.
.
الفصل العشرون...

في منزل حنان؛

«أمي أنا ذاهبة إلى الحديقة العامة رفقة وئام.»

قالتها حنان- التي خرجت من غرفتها ترتدي ملابس الخروج- لوالدتها الجالسة على الأريكة بكل راحة، تضم بين راحتيها كتابا تقرأ حروفه بكل تركيز، فخلعت الأخيرة نظارتها من عينيها، ناظرة إليها باستغراب من تبدل حالها. ألم تخبرها أنها لن تخرج لأي مكان اليوم؟
تنهدت بملل من شخصيتها المتقلبة فقالت وهي تعيد أنظارها إلى الكتاب:
- اسألي والدك.

- لكنه نائم ولا أريد إيقاظه من أجل أمرا تافه.

- إذن انتظريه حتى يستيقظ.

- لكن سأتأخر هكذا!
قالتها باعتراض وقد عبست ملامحها.

استسلمت والدتها في الأخير ما أن رأت العبوس يحتل تقاسيم وجهه، قائلة:
- حسنا اذهبي ولا تتأخري.

قبلتها حنان من خدها بقوة وهي تقول:
- شكرا يا جوجو، يا نبع الحنان.

- الآن صرت نبع الحنان! أليست هذه صفة والدك؟
غمغمت والدتها بتهكم وهي تعيد أنظارها لكتابها.

- أستطيع أن ابصم لك بالعشرة أنك كذلك، لكن ليس الآن عندما أعود يا جوجو. استودعك الله!

وتلك كانت آخر ما سمعته منها قبل أن يقتحم صوت باب الشقة العالي طبلة أذنها، فحركت رأسها بيأس من عادة ابنتها التي لن تتغير.
*******
التقت حنان بوئام عند مدخل العمارة، فسارا معاً نحو الحديقة العامة، وبما أنها ليست بعيدة فلم يقوما بأخذ سيارة أجرة. دقائق معدودة وكانتا تلجان من بابها الرئيسي. برقت عيون وئام ما أن رأت الأطفال يلعبون في الملاهي المتنقلة، فأسرعت نحوهم لتشاركهم متعتهم كطفلة لا زالت في الرابعة من عمرها.

هزت حنان رأسها بيأس من تصرفات صديقتها، متحركةً نحو أحد المقاعد لتجلس عليه ريثما تعثر صديقتها على طفولتها الضائعة!

وبعد مرور وقت شعرت بمن يجلس بجنبها يلتقط أنفاسه بصعوبة وينهج بشدة كأنه كان في سباق الماراثون، فرفعت أنظارها التي كانت مسلطة على هاتفها، قائلةً بنبرة ساخرة:
- ذهبت للعثور على طفولتك الضائعة وأضعت شبابك يا عجوز!

-لا... لا داعي لسخريتك يا حنان. لا تنس أنه لم يمض وقت منذ أجريت لي عملية الزائدة.

رمقتها حنان برفعة حاجب، بمعنى تعلمين ذلك وذهبت للعب كالأطفال. ثم عادت تتصفح صفحتها الشخصية على الانستغرام متجاهلة أمرها.
«بالمناسبة يا حنان، لم تخبريني حتى الآن سبب الحيرة التي كنت فيها يوم الخميس»

رواية صفاء الروح 🥀حيث تعيش القصص. اكتشف الآن